الرباط: تسلمت وكالة المغرب العربي للأنباء (المغرب)، الأربعاء، رئاسة رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط للفترة 2017 - 2018، وذلك خلال الجمعية العمومية لهذه الرابطة في دورتها 26 التي تنعقد في مدينة أكادير.
وتميزت هذه الدورة، التي حضر أشغالها 16 وكالة عضو في الرابطة، من أصل 19، إلى جانب حضور ممثلين عن عدد من الوكالات التي تحظي بوضعية عضو ملاحظ في الرابطة، بتسلم المدير العام لوكالة الأنباء المغربية، خليل الهاشمي الإدريسي، رئاسة الرابطة من المدير العام للوكالة التيلغرافية الألبانية (أطا)، جيزيم بودكوريكا.
وسجل السيد الهاشمي الإدريسي، في كلمة بالمناسبة، المساهمة المهمة للوكالات الأعضاء في هذا الملتقى، معربا عن اعتزازه بالثقة التي وضعت فيه من طرف المدراء العامين للوكالات للمرة الثانية للنهوض بهذه المهمة، وذلك في الوقت الذي راكمت فيه الرابطة، خلال 26 عاما من وجودها، رصيدا من النضج والدينامية والفعالية الجماعية لأعضائها.
وأكد الهاشمي الإدريسي أن فترة رئاسته الجديدة سوف تكرس لإطلاق المبادرات المهنية الضرورية التي تصب في اتجاه تقوية الوحدة والتضامن وتحقيق المكتسبات الجماعية لفائدة الرابطة، داعيا إلى ضرورة جعل الهيئة فضاء للنقاش والتشاور والابتكار من أجل الدفاع عن الأفكار والقيم المشتركة التي تتقاسمها المنطقة المتوسطية.
وأضاف أنه في هذا الوقت المطبوع بالانقسام وانعدام الاستقرار، فإن رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط بقيت واحدة من الملتقيات النادرة في المنطقة المتوسطية التي تتمتع بإمكانيات الدفاع عن أفكار وقيم الاختلاف والتعددية والمناصفة وحقوق الإنسان، والتي دعا الهاشمي الإدريسي أعضاء الرابطة إلى ضرورة التكفل بالدفاع عنها باعتبارهم يشكلون قوة تأثيرية وصناع رأي.
وذكر، في هذا السياق، بأن المغرب، الذي يحتضن اجتماع رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط للمرة الثالثة، بعد اجتماع مراكش سنة 1995، واجتماع طنجة سنة 2011، يعتبر بلدا متشبعا بهذه القيم المترجمة للتعددية والتنوع والسلم والتسامح، وكلها قيم ضرورية في الوقت الراهن لمواجهة الأزمات التي يعاني منها هذا الجزء من العالم، ومن ضمنها أزمة الهجرة.
وأضاف المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الدفاع عن صورة خلاقة ومضيافة وذات مصير مشترك لحوض البحر الأبيض المتوسط تعتبر من المهام التي يمكن للرابطة أن تساهم فيها بشكل وازن، وذلك حتى يتسنى لهذه المنطقة أن تشكل فضاء للتقدم المشترك والتضامن، وليس مجالا للحروب و الصراعات.
وبخصوص الجانب المهني، أورد الرئيس الجديد لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط أهمية الاستمرار في إبراز الدور الأساسي الذي تضطلع به وكالات الأنباء، مع بذل مساعي لدى السلطات العمومية من أجل مزيد من الدعم والمواكبة خاصة في شقها المالي.
تقديم التقريرين الأدبي والمالي
وعرف انطلاق أشغال الدورة ال26 للجمعية العمومية لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط تقديم التقريرين الأدبي والمالي للرابطة من طرف كاتبها العام جورجيوس بينانتاييكس، واللذين شكلا موضوع نقاش حول مجموعة من القضايا ذات صلة بالشق المهني وبالمبادرات المستقبلية الكفيلة بضمان مزيد من الحضور والإشعاع للرابطة. كما تميزت أشغال هذه الدورة بإلقاء مداخلة للامين العام ل"الاتحاد من أجل المتوسط" فتح الله السجلماسي، والتي أكد من خلالها، على الخصوص، التزام الاتحاد بالرفع من مستوى الشراكة التي تجمعه بالرابطة وذلك بما يخدم مصلحة المنطقة المتوسطية.
وأضاف السجلماسي، في كلمة ألقيت بالنيابة عنه من طرف إيزابيل بارييس أثنار، المسؤولة عن الصحافة والتواصل داخل الاتحاد من أجل المتوسط، أن الإرادة القوية التي لدى الإتحاد تتمثل في مواصلة ومضاعفة المبادرات المشتركة مع الشركاء الأساسيين والمهمين من قبيل رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، مع مواصلة العمل الجماعي من أجل تطوير الأجندة الخاصة بالنهوض بالحوض المتوسطي.
وقد قررت الجمعية العمومية 26 لرابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط عقد دورتها برسم سنة 2018 في اليونان، وفي الجزائر سنة 2019.
الرابطة تمنح جائزتين لمقال وصورة حول أزمة الهجرة
من جهة اخرى، حاز مقال صحافي يتناول موضوع أزمة الهجرة على الجائزة التي تمنحها رابطة وكالات أنباء حوض البحر الأبيض المتوسط، كما شكلت الهجرة موضوعا للجائزة الخاصة بالصورة الصحافية، والتي أعلنت عنها الرابطة اليوم الأربعاء، في أكادير.
وعاد لقب هذه الجائزة بالنسبة للمقال الصحفي للإعلامية البرتغالية -البرازيلية فابيولا أورتيز عن روبورتاج أنجزته سنة 2016 في المغرب حول المهاجرين النازحين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، الساعين للوصول إلى أوربا، حيث تم نشر المقال من طرف وكالة الأنباء البرتغالية، المعروفة اختصارا باسم (لوسا).
أما جائزة أفضل صورة صحافية، فقد كانت من نصيب المصور الصحافي يانيس كوليسيديس العامل لدى وكالة أخبار أثينا، اليونانية، عن صورة التقطها في مارس 2016 داخل مخيم للاجئين في اليونان.
ومنحت هاتين الجائزتين للفائزين من طرف رئيس رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط، المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، وذلك على هامش أشغال الدورة 26 للجمعية العمومية للرابطة التي أسدل الستار على أشغالها ظهر اليوم الأربعاء في أكادير.
وأوضحت الصحافية أورتيز في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الربورتاج الفائز بالجائزة كان ثمرة رحلة من عشرة أيام شملت مناطق في شمال المغرب وشرقه، حيث اقتفت خلال الرحلة خطى المهاجرين السريين التواقين إلى العبور نحو الضفة الشمالية للبحر البيض المتوسط، والتي غالبا ما تكون محفوفة بمخاطر حقيقية قد تودي بحياتهم.
واختارت الصحافية أن تبني مقالها على أساس قصة تتناول وضعية شاب من نيجيريا كان يحلم بأن يترعرع وسط نادي لكرة القدم في أوروبا، قبل أن يقرر في نهاية المطاف الاستقرار في المغرب ضمن الدفعة الأولى من المهاجرين غير القانونيين الذين استفادوا من تسوية أوضاعهم فوق تراب المملكة.
ومن جانبه، عبر المصور الصحافي اليوناني، يانيس كوليسيديس، عن اعتزازه بالتتويج، مشيرا إلى أن الصورة التي حازت على جائزة رابطة وكالات أنباء البحر الأبيض المتوسط تشهد على الظروف غير الإنسانية التي عاشها مجموعة من المهاجرين.
وتعكس الصورة مشهدا للحظة يتدافع فيها المهاجرون من أجل الحصول على المؤونة التي يحاول بعض المتطوعين الإلقاء بها من إحدى الشاحنات لحشد من المهاجرين المتدافعين في مشهد مؤثر.