دعت الأمم المتحدة العراقيين إلى الانخراط في حوار جدي يفضي إلى تسوية تاريخية بين مكوناتهم وطوائفهم.. فيما شدد علاوي على ضرورة تحويل التوافق الأميركي الروسي حول سوريا إلى تقدم حقيقي في مسار التسوية السلمية لإنهاء الفتنة ومظاهر النزاع ووقف نزيف الدم وتحقيق تطلعات الشعب السوري.
إيلاف من بغداد: في رسالة العراقيين لمناسبة عيد الأضحى تقدم يان كوبيش، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بخالص تمنياته إلى المسلمين في أرجاء العراق بأن يكون العيد مناسبة بهيجة يسودها السلام.
وقال كوبيش في رسالته التي تسلمت "إيلاف" الأحد نسخة منها "إذ نتمنى لكم السلام والازدهار في هذه المناسبة المباركة لا يغيب عن بالنا الملايين من العراقيين الذين يكابدون ألوان المعاناة، بمن فيهم المقيمون في مخيمات النزوح أو أولئك الذين لا يزالون يرزحون تحت الحكم الاستبدادي لتنظيم داعش الإرهابي، كما لا تغيب عن بالنا الحاجة إلى بذل المزيد من أجل تخفيف معاناتهم".
لحوار جدي
أضاف إن العيد يحل "علينا مجددًا بينما تواصل التفجيرات الإرهابية الجبانة ضرب العراق وينجم منها سقوط العديد من الضحايا الأبرياء.. كما إن المزيد من العراقيين يفرّون من ديارهم مع تقدم الحملة العسكرية لتحرير مزيد من المناطق من سيطرة إرهابيي داعش، مما يضيف أعدادًا جديدة إلى الملايين من النازحين من قبل إضافة إلى العديد ممن يعانون من آثار الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
وشدد كوبيش بالقول "بيد أن المستقبل يبشر بأيامٍ مفعمةٍ بالأمل".. منوهًا بأن "الحكومة العراقية تستعيد المناطق من تنظيم داعش على نحو مطّرد، وتؤكد سلطة الدولة عليها". أضاف "لقد طالب العراقيون على نحو جلي بإصلاحات سياسية واقتصادية وبوضع حد للفساد الذي يعوق بناء الدولة، وقد أظهروا صمودًا مثيرًا للإعجاب، وأبدوا قوة عظيمة في مواجهة مقاصد الإرهابيين الشريرة الرامية لإشعال الفتن الطائفية".
وأكد كوبيش أنه "من أجل الاستفادة من هذه الجهود والخطوات يتحتم على العراقيين الانخراط في حوار جدي يفضي إلى تسوية تاريخية بين المكونات والطوائف المتنوعة في البلاد بروح تتسم بالتعايش والتسامح والتعاون، والتي من شأنها أن تنقل العراق إلى آفاق المستقبل".
واختتم الممثل الخاص رسالته بالقول "في هذا العيد، والذي هو مناسبة لتقديم الأضاحي، يحتفل بها المسلمون في أنحاء المعمورة يستحق الشعب العراقي الذي ضحّى بالغالي والنفيس أن يعيش في سلام وكرامة ورخاء". يذكر أن شيعة وسنة العراق سيحتفلون معًا غدًا الاثنين بمناسبة عيد الأضحى المبارك في واحدة من المناسبات القليلة التي يحتفلون فيها بعيدي الفطر والأضحى في اليوم عينه.
علاوي: الاتفاق الروسي الأميركي فرصة سلام
شدد زعيم حزب الوفاق العراقي أياد علاوي على ضرورة تحويل التوافق الأميركي الروسي حول سوريا إلى تقدم حقيقي في مسار التسوية السلمية لإنهاء الفتنة ومظاهر النزاع ووقف نزيف الدم وتحقيق تطلعات الشعب السوري.
وقال علاوي رئيس الوزراء السابق في تصريح صحافي تسلمت نصه "إيلاف" اليوم إن سوريا الشقيقة وشعبها هما من أهم ركائز الاستقرار، ولسوريا دور محوري في العالمين العربي والشرق أوسطي الكبير، وإن الحرب البشعة والمدمرة وأعمال العنف اللامعقول في هذا البلد الحبيب انعكس بقوة على أمن واستقرار دول المنطقة وشعوبها، بل وامتدت تداعياتها الخطيرة إلى مجمل الأوضاع الدولية، لذا فإن رفع المعاناة التي خلقتها ظروف الاقتتال والنزاع، وإنهاء الفتنة لم يعد حاجة شعب سوريا فقط، بل أصبح ضرورة إقليمية ملحّة لما أفرزته من حواضن للإرهاب وما تسببت فيه من الهجرات المليونية، وجعلها البلد نقطة تقاطع للإرادات والمصالح والتدخل الأجنبي، بما ينذر بمزيد من التصعيد في العنف لسوريا الممزقة أو الجوار الإقليمي الهش والمرتبك، والذي يعيش في ظل صراعات مسلحة عنيفة أو التوافق الدولي القلق والمنقسم.
|
علاوي مجتمعًا مع الأسد في دمشق |
أضاف علاوي قائلًا "إذ ندرك عمق المأساة التي يعيشها الأخوة السوريون على واقع التمزق والصراع المتصاعد في سوريا منذ ما يقرب من ست سنوات فقد كنا دومًا مع وقف جميع أشكال العنف والاقتتال وتلبية الحاجات الإنسانية الأساسية لجميع أبناء الشعب السوري والانخراط في حوار شامل وفق إعلان (جنيف واحد) يفضي إلى حل سلمي مقبول لشعب سوريا، ويحقق طموحاته ويصب في وحدة وسلامة وأمن واستقرار سوريا ورفاهية شعبها، وكذلك يصب في الاتجاه نفسه لسلامة الدول الشقيقة في المنطقة الأردن وفلسطين والعراق ولبنان ومصر ودول التعاون الخليجي والعالم.
فرصة تاريخية
وأشار إلى أن الاتفاق الأميركي الروسي الأخير لجهة تبني الحل السلمي وإعلان جنيف كمنطلق لهذا الحل، والذي يأخذ بإرادة الشعب السوري، ويفصل المعارضة الوطنية عن الإرهاب والإرهابيين، فرصة لا تعوّض، تستدعي تكثيف كل الجهود لجعله ناجزًا.
وقال "لقد دعونا من منطلق رؤيتنا للجغرافيا السياسية إلى دور روسي أكبر في حل النزاع السوري لما لهذا القطب الدولي الكبير من علاقات تاريخية مع الشعب السوري وتأثير جدي على أطراف الصراع المهمة، عدا عن مصالح روسيا في هذا البلد الذي يشكل أحد نطاقات مجالها الحيوي، لذا فإننا نتطلع إلى أن تشهد هذه الأيام تزامنًا مع عيد الأضحى، وعلى خلفية التوافق الأميركي الروسي والاهتمام الدولي، تقدمًا حقيقيًا في مسار التسوية السلمية لإنهاء الفتنة ومظاهر النزاع ووقف نزيف الدم وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعيش الكريم، مما سيؤدي إلى تماسك مسارات العملية السياسية في لبنان ويدعم الأردن بعودة ملايين النازحين إلى أوطانهم ويطوّق الإرهاب ويقضي عليه لما فيه مصلحة الأردن والعراق "كما يعزز الاهتمام بقضية العرب والمسلمين الكبرى في فلسطين، ويرسي دعائم راسخة للأمن والاستقرار في سوريا ومصر الحبيبتين وجميع دول المنطقة".
وشدد علاوي على ضرورة تضافر كل الجهود لضمان تنفيذ الاتفاق ولإنجاز مهام تحقيق سلامة المنطقة وأمنها ورفاهية شعوبها ووقف حمامات الدم.
جدير بالذكر أن العراق الرسمي يقف إلى جانب الجهود الدولية لتسوية الصراع في سوريا سلميًا، لكن الميليشيات الشيعية العراقية المسلحة تقاتل في سوريا دعمًا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد معارضيه.



