إيلاف من الرياض: ضمن قائمة الأعمال المحلية التي عرضت في مهرجان أفلام السعودية بدورته الثامنة مؤخراً عرض عدد من الأعمال الكوميدية، وعادة ماتكون حصة الأعمال الكوميدية هي الأقل في المهرجانات السينمائية، كون غالبية صناع الأفلام يرى أن المهرجان هو المكان الأنسب لتواجد الأعمال الفنية المليئة بالرمزية والمغرقة بالشاعرية، وشاهدنا عدد من الأفلام التي حاولت أن تسير على هذا النهج ولكن كانت النتائج في غالبيتها دون المستوى.
لذا فكان وجود أعمال كوميدية في هذا المهرجان نقطة تحسب للقائمين عليه وكذلك لصناعها، وفعلا كانت مغامرة محسوبة أن تخلق فيلم كوميدي يستطيع أن ينتزع الضحكات من الجمهور الحاضر في صالات السينما.
"سر البرسيم العظيم" في السخرية من الواقع
في تجربته السينمائية الثانية بعد فيلمه السابق "بيضة تمردت" الفائز العام الماضي بجائزة عبدالله المحيسن لأفضل فيلم أول.
يواصل سلطان ربيع هذا العام حسه الساخر من خلال فيلمه الجديد "سر برسيم العظيم" مع ارتفاع مستوى الجرأة وزيادة في النضج وتجدد في المعالجة .
يحكي الفيلم عن شاب اسمه برسيم يسعى للحصول على وظيفة وتدور الأحداث خلال مقابلة عمل، من خلال هذه المعالجة استطاع سلطان رواية قصة مجتمعية حقيقية عن اللعاطلين عن العمل وعن التحديات الصعوبات التي تواجههم، الجميل أن الفيلم طرح الموضوع بشكل خفيف الدم ، ساعده بذلك وجود ممثلين موهوبين فعلا بدءاً من ياسين غزاوي والذي قدم دورجريئا، اضافة للإبداع التمثيلي لماجد التركي ..
سر برسيم العظيم وجبة كوميدية سريعة الهضم زادها جمالاً الموسيقى الختامية للموسيقى عبدالله الضامن .
"جمع مذكر تالف" وجه آخر للعنف النسائي
دائما ماكان الصراع مابين الرجال والنساء مادة خصبة تبنى عليها العديد من النقاشات في المجتمعات سواء في مواقع التواصل الاجتماعي او حتى في الملتقيات اليومية، وبعد التطورات العديدة في مجتمعنا السعودي من تمكين ودعم للمرأة خاصة في سوق العمل، زاد هذا الصراع، وزادت الخلافات خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي وبتنا فعلا نرى صراعاً نسويا ذكوريا واضحا ً.
المخرج والممثل والكاتب سيد السيهاتي صاحب الخبرات العديدة تناول في تجربته الجديدة فيلم "جمع مذكر تالف" هذا الصراع بشكل ساخر جداً مابين اسقاط على الواقع ومابين كوميديا أقرب للمبالغة.
يتناول الفيلم حوار مع عدد من الذكور "المعنفين" ولهم تجارب سيئة مع النساء، عبر ثلاث قصص .. مابين أذى جسدي أو معنوي.
قدم الثلاثي عبدالله الحمال، ونايف العباد، وكميل العلي، ادوار ضحايا هذا العنف الأنثوي بشكل كوميدي ومميز جداً.
وكانوا في أفضل حالاتهم فلم يقعوا في فخ التهريج والمبالغة، فجاء الأداء سهلاً وسلسلاً. وكان الممثل المسرحي كميل العلي متألقاً ومتمكناً في تجسيد الشخصية، واستطاع أن يكون نجم الفيلم وهو يروي قصته مع قضية الخلع وكيف تحول فعلا لرجل ذكوري بسبب ما يعانيه من المرأة.
فيلم "جمع مذكر تالف" تجربة سينمائية مميزة مختلفة- وإن كانت أقرب لحلقة يوتيوبية منها لفيلم سينمائي أجاد فيها المخرج سيد ساهاتي اختياره لممثلين موهوبين وواعين جدا ً شكلوا اضافة مميزة للفيلم جعلته مع فيلم "عثمان" أحد أكثر التجارب الجماهيرية الناجحة في مهرجان أفلام السعودية الذي اختتم مؤخراً.