: آخر تحديث
يخطط لتخليد اللحظات بفيلمٍ يسميه "محاكمة كييف"

مخرج أوكراني يحلم بيوم يصور فيه محاكمة القادة الروس

28
26
35

باريس: يحلم المخرج الأوكراني سيرغي لوزنيتسا، أحد أشهر السينمائيين في بلاده في حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، برؤية القادة الروس أمام قوس المحكمة بسبب حربهم الحالية "على أوروبا"، وهو يخطط لتخليد هذه اللحظات بفيلم ينوي تسميته "محاكمة كييف".

ميدان

وقدّم المخرج البالغ 57 عاما والذي شارك مرات عدة في مهرجان كان السينمائي لمناسبة عرض أعمال معروفة من توقيعه بينها "ميدان" عن الثورة الأوكرانية و"دونباس"، أخيراً في مهرجان "سينما الواقع" الذي يُقام حاليا في باريس، ويستمر حتى 20 آذار/مارس، فيلم "مستر لاندسبيرجيس" الذي يغوص لأربع ساعات ونصف الساعة في تفاصيل كفاح ليتوانيا لنيل استقلالها عن الاتحاد السوفياتي بين عامي 1989 و1991.

مع خلافات لفظية وقانونية وما تلاها من إرسال الزعيم السوفياتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف للدبابات إلى فيلنيوس والمقاومة الشعبية البطولية رغم الاختلال الكبير في موازين القوى... يبدو التشابه صاعقا بين أحداث الفيلم التي تدور قبل ثلاثة عقود وما يحصل حاليا خلال الحرب في أوكرانيا.

ويقول المخرج لوكالة فرانس برس "روسيا المعاصرة هي الوريثة الشرعية للاتحاد السوفياتي. يمكن القول إنها تطبق الأساليب عينها بالضبط على الجمهوريات التي تحيط بها".

في ليتوانيا، أريقت الدماء لكن نهاية القصة كانت سعيدة. و"من المهم مشاركة هذه التجربة الإيجابية للمقاومة والتحرير مع الجميع، لا سيما مع الشعوب الأخرى التي تريد، أو قد ترغب بذلك في المستقبل القريب، التحرر من هذا الوحش" الروسي، وفق المخرج الأوكراني.

ويرى لوزنيتسا أنه "ما كان من الممكن تجاهل الاندلاع الوشيك للحرب عندما نعرف كل التيارات السرية في المنطقة".

الأوروبيون مذنبون

ويقول إن القادة الأوروبيين "لم يفعلوا شيئا" لسنوات، وهم "يتحملون ذنباً كبيراً في الحرب الدائرة حالياً"، مضيفا "عند تحليل كل الأحداث السياسية في روسيا في العقود الأخيرة بصورة منهجية، لا يمكن سوى بلوغ نتيجة وحيدة ممكنة هي الحرب".

لكن المخرج يحذر من أن الأمر ليس مجرد "حرب ضد أوكرانيا"، بل "إنها حرب ضد أوروبا، وصودف أن أوكرانيا هي خط المواجهة الأول".

ويضيف "يجب أن ينتهي الأمر بتقبل حلف شمال الأطلسي وأوروبا فكرة أنهما لن يكونا قادرين على تجنب خوض هذه الحرب".

ويشير لوزنيتسا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ماض في حربه "من دون أي سبب للتوقف". ويقول "إذا تمكن من تدمير أوكرانيا، سيأتي دور بلدان أخرى، وبرأيي ستكون دول البلطيق الهدف المقبل".

تاريخ أوروبا

ولم ينته سيرغي لوزنيتسا من العمل حول تاريخ أوروبا، إذ يضع اللمسات الأخيرة على "التاريخ الطبيعي للتدمير"، وهو فيلم وثائقي عن قصف الحلفاء للمدن الألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقول "بطبيعة الحال، لم أكن أتوقع مجددا أن يكون هناك مثل هذا التشابه مع ما يحصل اليوم" في أوكرانيا.

ويوضح المخرج الأوكراني "ربما سيتمحور فيلمي التالي عن هذه الحرب (في أوكرانيا)؟ أخشى أن يطول الوضع كثيراً، لأنه بينما تراقب أوروبا من بعيد، ستدمر روسيا أوكرانيا بشكل منهجي، مدينة بعد أخرى (...) بينما يدافع الجيش الأوكراني عن الأرض خطوة بخطوة".

ولكن، كما ظهرت في فيلمه ليتوانيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، في أوكرانيا "توحد الناس حول (رئيسها فولوديمير زيلينسكي) بطريقة مذهلة"، بحسب لوزنيتسا الذي يقول "هذا ما يمنحني الثقة في أن النصر سيكون لأوكرانيا. لأنك لا تستطيع هزيمة شعب".

كما يدعو لوزنيتسا إلى عدم "مقاطعة" الفنانين الروس الذين "يعارضون هذه الحرب وهذا النظام"، لأنها ستكون" خيانة".

ويقول "أدعو الجميع إلى التحلي بالعقلانية والإنسانية وعدم الحكم على الجميع حسب جواز سفرهم، لأنها صدفة الولادة، ولكن حسب أفعالهم".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه