إيلاف من الظهران: ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته السابعة عرضت العديد من الأفلام القصيرة على مدار اليومين الماضيين وهي (شمس 89)، (هُلِس)، (دربيل)، (سعف)، (مهمة سبعة)،(التحدي)، (ذاكرة الصحراء)، (بيضة تمردت)، (أألقاك)، و(أم السعف والليف). تلا هذه العروض جلسة أسئلة حوارية مع الجمهور عن هذه الأفلام ونقاش حول مواضيعها.
(التحدي) في الإتساق مع مصاعب الحياة
يواصل محمد الحمادي سلسلة وثائقياته فبعد فيلمه الوثائقي العام الماضي القرية، يقدم هذا العام وثائقي بعوان(التحدي) عن العديد من الحرفيين في القطيف، وظائف تكاد تختفي وتندثر لولا بقاء هؤلاء وغيرهم كحجر زاوية لإستمرار هذه الحرف.
وتتعدد وظائف هؤلاء الحرفيين مابين حدادة، وزراعة وإصلاح مكيفات يجمع مابين بعض هؤلاء بعض الإعاقات الجسدية كقطع اليد والعمى مثلاً.
يغوص الحمادي في هذا الوثائقي في دواخل هؤلاء الحرفيين ويجعلهم يتحدثون بطبيعتهم وعن حياتهم دون أي تحفظات أو حرج أو خجل من الكاميرا ، حديث صادق مؤثر في أحيان وساخر في أحيان أخرى.
فمثلا الشخص الأعمى الذي فقد عينيه ولكنه موسوعة لغوية ثقافية مطلعة على كل جديد برغم كل الظروف حوله، أو النجار الذي يصنع السفن والتحف وهو لايملك إلا يدا ً واحدة، ولم تمنعه هذه الإصابات من الإستمرار في العمل، بل والإبداع فيه وكأنها رسالة من الحمادي أو رسالة كونية بضرورة العمل وجدوى استمراريته طالما هذه المنحة وهي الحياة مستمرة، فيجب عليك التشبث والتأثير عليها.
كانت حوارات وصور جميلة وإن عابها التطويل قليلاً.
العلاقات الإنسانية حاضرة في (أالقاك) و (أم السعف والليف)
من ضمن الأفلام المعروضة كان فيلم (أألقاك) لأصالة مندورة الفيلم الذي يحكي عن قصة حب بريئة تجمع مابين طفلين، في خط رومانسي هادئ شاعري، قصة حب كتبت وتم أداءها بشكل تلقائي جداً، وتحت إدارة مخرجة هو فيلمها الأول ومشروعها السينمائي الأول.
وفي ذات السياق حول الاعلاقات الإنسانية قدمت المخرجة (هلا الحيد) فيلم (رسوم متحركة) عن علاقة صداقة بين فتاتين، فكان التحريك ثلاثي الأبعاد احترافي بدرجة كبيرة. وإن كان اللافت هو هذه العلاقة الإنسانية الجميلة وحاجتنا لها وتردي حياتنا دون علاقات إنسانية حقيقة هي زادنا وملاذنا تجاه مصاعب الحياة عموما ً.
