* أكثر ما كان يستفز الوالدة -حفظها الله ورعاها- ونحن في مراحل الدراسة هو إقامة مباريات الدوري وتحديدًا القوية "الديربي" و"الكلاسيكو" في أيام الاختبارات، وكانت ولحرصها الشديد على نتائجنا وتحصيلنا تستغرب أشد الاستغراب من ذلك وتقول بلهجتها "يعني ما لقيوا يحطونها إلا في الاختبارات"!، وكنت حقيقةً أستغرب من عبارتها تلك ولا أستوعبها، وأعتبر فيها نوعًا من المُبالغة.
* يوم الجمعة الماضي، وبُالمصادفة، وبينما كُنت أتحدث مع الأبناء، لفت انتباهي حين أخبروني بأن هذا الأسبوع هو أسبوع "الديربيات" في دوري روشن بدءاً بديربي جدة الخميس المقبل بين الاتحاد والأهلي، مرورًا بديربي الرياض يوم الجمعة بين النصر والهلال، وأخيرًا ديربي الشرقية بين الاتفاق والقادسية يوم السبت، وحقيقةً أول ما خطر في بالي ورددته على مسامع أبنائي هو كلمة الوالدة، "يعني ما لقيوا يحطونها إلا في الاختبارات" وسط استغرابهم، ثم أخبرتهم بقصتها، وذكرت لهم بأن ما كان يجول في بالي وقتها هو مايشعرون به حاليًا، لكني الآن أقول "عز الله إن جدتكم صدقت"، وقد نقلوا لها ذلك مُباشرةً وأخذنا نضحك سويًا، وأضافت بأنها ومن شدة حرصها كانت تسمح لنا أنا وإخوتي بمشاهدة الشوط الأول فقط ولا تجعلنا نكمل الشوط الثاني! حتى لا نطيل السهر، قبل أن أكشف سرًا أُعلنه لها لأول مرة بأني كنت أُتابع الشوط الثاني عبر "الراديو"، وتحت البطانية!
* وحقيقةً وبكل أمانة ففكرة إقامة (الدربيات) في أسبوع واحد، والتي استحدثتها رابطة الدوري السعودي هذا الموسم ولأوَّل مرة، والذي عزته "لإضافة المزيد من الإثارة" واختارت له الجولة 9 بالدور الأول، والجولة 26 بالدور الثاني لإقامتها فكرة لم تكن موفقة، فبخلاف تقلص الأيام المنتظرة لمباريات الإثارة والندّية بالدوري من عدة جولات إلى جولة واحدة، جاء ما زاد الآن "الطين بِلة" وهو وجودها في أسبوع مهم جدًا هو أسبوع الاختبارات للجامعات والكليات، والأسبوع الذي يسبق الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الأول لبقية المراحل الدراسية، وهو ما أعتقد أنه كان من الأجدى بأن لا تُجدول كل هذه الديربيات فيه، وذلك ليس بالأمر الصعب ولا بالمُستحيل، وبما أن الرابطة استطاعت جدولة (بكج) الديربيات في الأسبوع التاسع، فهي قادرة أيضًا بأن تجعله في أسبوع آخر لا يصادف الاختبارات، وتخيلوا حجم المتعة والحضور الجماهيري لو تأخرت الديربيات أسبوعًا واحدًا لتتزامن مع أسبوع الإجازة القادمة، والتي تصادف السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وهي هنا دعوة بأن لا تتزامن الجولة 26 بالدور الثاني مع أيام الاختبارات النهائية أيضًا!