أكدت السياسة السعودية الحكيمة والخبيرة في ظل أزمة عالمية من الشكوك وانتفاء الحيلة في حل المشاكل والقضايا على الساحة الدولية، على قدرتها الكبيرة على النجاح، حيث تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات في ملفات الشرق الأوسط العالقة منذ عشرات السنين، ومن أبرزها ملف القضية الفلسطينية.
فخلال مدة وجيزة، وبالرغم من الوضع الصعب القائم في الأراضي المحتلة، إلا أن السياسة السعودية الراسخة والمتفوقة في إدارة المخاطر والأزمات استطاعت تحقيق خمسة انتصارات سياسية ودبلوماسية بشكل يثير الإعجاب. فقد تمكنت من الحصول على مقعد رسمي في الأمم المتحدة لدولة فلسطين، واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا يطالب بإنهاء إسرائيل "وجودها غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة" خلال عام، بناءً على إجابة من محكمة العدل الدولية بشأن الآثار القانونية لسياسات إسرائيل وممارساتها في فلسطين المحتلة.
كما طالبت السعودية بإصلاحات جذرية لمنظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وشاركت بفعالية في صياغة (ميثاق المستقبل). وتبع ذلك إطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، المكون من عدد من الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين. يشكل هذا التحالف مفهومًا جديدًا لحل النزاعات وخريطة طريق لحل الدولتين، وهذه هي المرة الأولى التي يُنشأ فيها تحالف دولي لحل القضية الفلسطينية، مما يشكل ضغطًا دوليًا باتجاه حل الدولتين وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.