: آخر تحديث

فعلتها "العظمى".. ولا عزاء "للغامضة"!

22
19
18

لست مغرماً منبهراً "طوال الوقت" بالنموذج الأميركي، ولم أكن يوماً أسيراً له في شتى المجالات،  ولكنني أعشق في أميركا بعض الجوانب التي تستحق الاعجاب الذي يبلغ أحياناً حد الانبهار، ومن بين الجوانب الرائعة في النموذج الأميركي "التفوق والعظمة الرياضية".

 فأميركا "أمة رياضية علمية عظيمة" دون أدنى شك، وجاء التتويج بصدارة أولمبياد باريس الذي اختتم أمس (الأحد) على حساب الصين مستحقاً تماماً رغم شراسة المنافسة وتقارب بل تطابق عدد الميداليات الذهبية (40 ذهبية لكل منهما) ولكن أميركا تفوقت بفارق الميداليات الأخرى ( الإجمالي 126 ميدالية لأميركا مقابل 91 ميدالية للصين).

لماذا يستحق النموذج الأميركي كل هذا الإعجاب؟
لماذا يمكن وصف التربع الأميركي على عرش الأولمبياد الباريسي بأنه مستحق؟ ولماذا يتوجب مدح هذا النموذج؟ سأقول لكم.

برهنت الولايات المتحدة الأميركية "الرياضية العظمى" على تفوقها في الأولمبياد الباريسي بطريقة لا تشوبها شائبة، في الوقت الذي تفعل الصين كل ما تستطيع، وتستخدم ملايين السكان ( العدد الإجمالي للسكان 1.4 مليار نسمة) لكي تجعلهم مشاريع "ميداليات أولمبية".

وقد تعمدت هنا استخدام كلمة "تستخدمهم" لأنني أعلم جيداً أساليب التدريب القاسية، والمعسكرات التدريبية المخيفة في بعض الأحيان من فرط امتداد فترتها الزمنية، وطريقة التعامل بها، وخاصة مع اللاعبين واللاعبات في سن المراهقة، ويكفي أن التاريخ يقول إن بطلة أولمبية صينية توجت بميدالية ذهبية في الجمباز، وحينما سألوها عن حلمها وأمنيتها، قالت "قطعة من الحلوى".

الأميركي يستمتع وينتصر 
ولكن على الجانب الآخر، يستمتع البطل الأميركي برحلته الرياضية والتدريبية، ليصبح في نهاية الرحلة بطلاً أولمبياً وعالمياً، في المقابل نجد أن النموذج الصيني "شبه سري" وتشوبه الكثير من الشكوك فيما يتعلق بتناول الرياضي الصيني المنشطات.

ولا يمكن للعالم الوصول إلى أسرار عالم المنشطات الغامض في المعسكر الصينيـ والذي لا يتفق مع شرف التنافس الرياضي، والصين بصفة عامة "أمة غامضة" بالنسبة لنا على الأقل، سواء من ناحية اللغة أو الثقافة والفكر،  وكذلك في أساليب التفوق الاقتصادي، وفيما يخص سرقة براءات الاختراع، وتقليد الكثير من النماذج والمنتجات دون امتلاك لحقوق ملكيتها الفكرية.

في نهاية المطاف تفوقت أميركا أولمبياً على الصين، صحيح أن التفوق حدث بهامش بسيط قياساً بأن الذهب هو الذي يعتد به في الترتيب العام، ولكن التفوق الأميركي يستحق المدح والاعجاب، لأنه ببساطة حدث في النور، على العكس من استراتيجية الغموض والانغلاق الصيني.

فضل أميركا على الرياضة العالمية 
بل إن الأميركي لا يبخل على العالم بالتدريب،  والأسرار العلمية في الرياضة، ومشاركة تجاربهم الناجحة مع الجميع،  ويكفي أن غالبية أبطال العالم الثالث والمتقدم على السواء في السباحة، وألعاب القوى، والجمباز وغيرها يتدربون في أميركا طوال العام، ويحصلون على منح دراسية في هناك، ثم يعودون إلى بلدانهم بشهادات علمية، ومستويات رياضية تؤهلهم للمنافسات العالمية والأولمبية.

فقد حصل السباح الفرنسي ليون مارشان على 4 ميداليات ذهبية لفرنسا، بفضل تدريبه ودراسته في أميركا، ولكم أن تتخيلوا كم مارشان في تاريخ الأولمبياد تدرب وتعلم في أميركا.

ختاماً.. لا أقول إن أميركا هي الخير المطلق، ولكن في المقابل عليك أن تعترف أنها ليست الشر الكامل.. رياضياً على الأقل، فنحن هنا في "زاوية رياضية"، ولا نتحدث عن أميركا التي لا يحبها العالم "سياسياً، وهل يجب على نموذج "القوة العظمى الأولى" أن يكون محبوباً؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.