لطالما كانت جذور العرش العلوي في المملكة المغربية ممتدة نحو أقاصي بلاد السودان، التي أصبحت منذ وصول الاستعمار تعرفُ باسم أفريقيا جنوب الصحراء، ولكن في عهد الملك محمد السادس أزهرت هذه الجذور وأورقت، لتطرح الكثير من الثمار الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية والاجتماعية والدينية، بفضل عدد من الإجراءات والمبادرات التي سعت إلى إقامة شراكة مربحة للجميع، من أجل تحقيق التنمية ورفع مستوى التعاون، بما يخدم مصالح شعوب القارة.
لا شك أن علاقة المغرب بأفريقيا أكبر من أي اعتبار طارئ يمكن أن يحكم العلاقات الإقليمية والدولية، بدليل أن دستور 2011، يقدم المملكة باعتبارها دولة غنية بروافدها الأفريقية والحسانية ( الصحراوية) والعبرية والمتوسطية.
وقبل ذلك، كان الملك الراحل الحسن الثاني قد قال إن "المغرب يشبه شجرة تمتد جذورها المغذية امتدادا عميقا في التراب الأفريقي". وفي 2016، قال الملك محمد السادس إن أفريقيا بالنسبة للمغرب، أكثر من مجرد انتماء جغرافي، وارتباط تاريخي. وزاد قائلا إنها "مشاعر صادقة من المحبة والتقدير"، و"روابط إنسانية وروحية عميقة"، و"علاقات تعاون مثمر"، و"تضامن ملموس"، مشددا على أنها "الامتداد الطبيعي"، و"العمق الاستراتيجي" للمغرب، ولذلك يجعل هذا الارتباط متعدد الأبعاد، "المغربَ في قلب أفريقيا"، ويضع "أفريقيا في قلوب المغاربة".
الملك محمد السادس في مقر الاتحاد الأفريقي بعد عودة بلاده إلى المنظمة القارية
أفريقيا .. قارتي وبيتي
منذ اعتلائه عرش المملكة، قبل ربع قرن، لا تكاد تخلو خطب الملك محمد السادس من ذكر أفريقيا. يحمل همومها كمن يحمل هم بيته. والأمر كذلك. وهو شيء عبر عنه سنة 2017، أمام المشاركين في أشغال القمة الـ 28 لقادة دول ورؤساء حكومات بلدان الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، حين قدم لخطابه بكلمة تفيض شاعرية، وتؤكد عمق ما يبني لعلاقة المغرب بعمقه الأفريقي، مما جاء فيها: "كم هو جميل هذا اليوم، الذي أعود فيه إلى البيت، بعد طول غياب ! كم هو جميل هذا اليوم، الذي أحمل فيه قلبي ومشاعري إلى المكان الذي أحبه ! فأفريقيا قارتي، وهي أيضا بيتي".
لا شك أن عودة المغرب إلى أسرته المؤسسية في الاتحاد الأفريقي، قد عززت من تعاون وانفتاح المملكة على بيئتها الأفريقية، مع أنها ظلت دائما قريبة من الأفارقة، من خلال استراتيجية شراكة شاملة، مسترشدة برؤية رائدة وبعيدة النظر لتعاون جنوب - جنوب.
في ظل هذه الرؤية المبنية على نهج استشرافي، جاءت زيارات الملك محمد السادس إلى أكثر من 30 دولة أفريقية، مع ما تمخض عنها من مشاريع ملموسة ومبادرات طموحة، لتؤكد أن الاهتمام الذي توليه المملكة، بقيادة ملكها، لتنمية أفريقيا، أضحى من الأهداف ذات الأولوية، والثابتة في سياسة المغرب الخارجية؛ لتتنوع علاقات التعاون، سنة بعد أخرى، وتصبح أكثر متانة في عدد من القطاعات الحيوية، لعل أبرزها الفلاحة والتجارة والاتصالات والصيد البحري والنقل والتكوين والصحة.
تأثير بالغ في مسار إفريقيا
ليسَ من المبالغة في شيء أن نقول إن ربع قرن من حكم الملك محمد السادس في المغرب، كان له تأثير بالغ في مسار القارة الأفريقية، بعد أن تجاوزت ثمار سنوات حكم الملك محمد السادس حدود المغرب، ليدخل كثيرًا من البيوت الأفريقية.
ففي مدينة أبيدجان، العاصمة الاقتصادية لدولة كوت ديفوار، وهي من أهم المراكز الاقتصادية في عموم غرب أفريقيا، لا تتوقف طوابير الإيفواريين عن التمدد أمام وكالات "التجاري وفاء بنك"، الذي أصبح اليوم، إلى جانب بنوك مغربية أخرى، لاعبًا مهمًا في اقتصاد العديد من دول أفريقيا جنوب الصحراء، تساهم بشكل لا غنى عنه في تحريك عجلة التنمية، وتمويل مشاريع البنية التحتية، فدخلت بقوة في نسيج هذه الدول، منذ أن وضعَ الملك محمد السادس سياسته القائمة على التعاون جنوب – جنوب.
وقبل قرابة عشر سنواتٍ وقف العاهل المغربي أمام مئات رجال الأعمال الإيفواريين والمغاربة في أبيدجان، وألقى خطابًا عرض فيه رؤيته لمستقبل أفريقيا، وأكد حينها أن أفريقيا يجب أن تعتمد على نفسها من خلال إقامة علاقات بينية قائمة على المصالح الاقتصادية المشتركة، وفق مبدأ رابح – رابح.
التزام كامل
قال الملك محمد السادس يومها، إن المغرب يلتزم التزاما كاملا بانتمائه الطبيعي لأفريقيا الذي ظل يلازمه على امتداد تاريخه. وشدد على أن التعاون الذي كان يقوم سابقا على روابط الثقة والوشائج التاريخية أصبح اليوم يرتكز، أكثر فأكثر، على النجاعة والمردودية، فضلا عن المصداقية التي قال إنها تقتضي أن يتم تسخير الثروات التي تزخر بها القارة، في المقام الأول، لصالح الشعوب الأفريقية، الشيء الذي يستوجب وضع التعاون جنوب - جنوب، في صلب الشراكات الاقتصادية بين بلدان القارة.
كان الملك محمد السادس واضحًا في خطابه أمام المسؤولين العموميين والفاعلين الخصوصيين، حين قال إن أفريقيا قارة كبيرة، بقواها الحية وبمواردها وإمكاناتها؛ وأن عليها أن تعتمد على إمكاناتها الذاتية، مشددا على أن أفريقيا التي لم تعد قارة مستعمرة، مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في أفريقيا.
قال العاهل المغربي، بنبرة ملؤها الصدق والكبرياء والأنفة وعزة النفس التي تميز الإنسان الأفريقي، إن أفريقيا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل، كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية، مع دعوته أفريقيا إلى تجاوز مرحلة انتظار المساعدات من العالم.
ثمار تقطف
اليوم، وتبعا لرؤية تجمع في خطابها بين العقل والقلب، رابطة الماضي بالحاضر، مستشرفة المستقبل، ينسجُ الاقتصاد تفاصيل علاقات المغرب وأفريقيا، لتبدأ الثمار تقطف، فالشاحنات المغربية تنطلقُ من طنجة وأغادير والدار البيضاء، وغيرها، محملة بالبضائع المغربية ولا تتوقف إلا في ليبروفيل، على أعتاب البحيرات الكبرى في عمق القارة الأفريقية. كما تضاعف حجم التبادل التجاري بين المغرب ودول أفريقيا جنوب الصحراء، خاصة حين وقع المغرب اتفاقيات تجارة حرة مع عدة دول أفريقية لتسهيل التجارة وتعزيز التبادل الاقتصادي.
في مدينة واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو التي يفاخرُ أهلها بشهامة رجالهم، لن تخطئ عيناك وأنت تتجولُ في شوارعها لافتات شركة "مووف" التي تتبع لشركة اتصالات المغرب. نفس المشهد سيتكرر معك في باماكو ونواكشوط، وعواصم أفريقية أخرى.
لقد أصبحت شركة "اتصالات المغرب" واحدة من أكثر شركات الاتصال انتشارًا في القارة الأفريقية، وتقود ثورة اتصالات في أكثر قارات العالم شبابًا، وأكثرها انغماسًا في خدمات الهاتف المحمول.
وحين تبتعدُ أكثر عن غرب القارة الأفريقية، متوجهًا نحو القرن الأفريقي، حيث أديس أبابا، عاصمة أثيوبيا ومركز القرار في القارة، ستجدُ أمامك "المكتب الشريف للفوسفات" يستثمر في مصانع الأسمدة، ليقود بذلك ثورة زراعية في البلد الذي سبق أن مات عدد من سكانه من الجوع، خلال سنوات الجفاف.
تغير هذه المؤسسة قواعد اللعبة في أرجاء القارة، من خلال نشر تقنيات صناعة الأسمدة، وما يصاحبها من تأثير مباشر على الأمن الغذائي لدول القارة، وكان له دور بارز خلال أزمة الأسمدة الزراعية التي ضربت العالم بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، بشكل أصاب خطوط الإمداد العالمي في مقتل، وأحدث أزمة كبيرة في الطاقة، خاصة في القارة الأفريقية، فبرزت صلابة مشاريع الطاقة المتجددة التي تعملُ عليها الشركات المغربية في دول أفريقيا جنوب الصحراء، على غرار ما تشتغل عليه شركة "مازن"، المختصة في مجال الطاقة الشمسية.
ولكن المشروع الأهم والأكبر في تاريخ القارة، هو خط أنابيب الغاز الطبيعي بين المغرب ونيجيريا، الذي يجري العملُ عليه ليكون واحدًا من أهم المشاريع الاستراتيجية في تاريخ أفريقيا، حيث سيساهم في تحسين الأمن الطاقي وتنويع مصادر الطاقة، كما سيحدث نقلة نوعية، ليس في العلاقات المغربية - النيجيرية فحسب، بل في مجمل الدول الأفريقية التي سيمر عبرها ضمن رؤية المملكة لتعزيز التنمية في أفريقيا، والدفع نحو شراكات أوسع خدمة لشعوب المنطقة.
الريادة لأفريقيا
في هذا السياق الواعد، تأتي مبادرة الأطلسي - الإفريقي، ذات البعد الإقليمي والدولي، لتمثل تجسيدا لرغبة لملكية في تحويل الواجهة الأطلسية إلى واجهة للتلاقي الإنساني، وقطبا للتكامل الاقتصادي، ومركزا للإشعاع القاري والدولي، يقوم على تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، ووضع البنيات التحتية للنقل واللوجستيك للمملكة رهن إشارة البلدان الإفريقية من أجل المساعدة على فك العزلة عن البلدان غير المطلة على البحر، على وجه الخصوص. الهدف واحد وواضح و"النية صافية"، كما يقول المغاربة بلسانهم الدارج: توحيد الجهود مع الأشقاء الأفارقة على أساس أعمال ملموسة وتضامن فعال، يعود بالنفع على الجميع لخدمة هدف مشترك، وهو التكامل الإفريقي، وتجسيد أجندة الاتحاد الإفريقي، والآباء المؤسسين، وخدمة أهداف التنمية المستدامة، من خلال إحداث وتقاسم سلاسل القيمة. والمغرب، هنا، وكما كان عهده دائما، لا يبتغي الحصول على الريادة الأفريقية، عن طريق هذه المبادرات. هو يسعى إلى أن تكون "الريادة للقارة الإفريقية"، كما قال ملكه محمد السادس، سنة 2017 في خطابه أمام القمة الـ 28 للاتحاد الإفريقي.
تعزيز الروابط الدينية والثقافية
رغم كل أحلام أفريقيا بتحقيق النمو والرفاه، والتي ساهم المغرب خلال ربع قرنٍ في رحلة السعي نحو تحقيقها، فقد ظلت كوابيس الغلو والتطرف تحوم في المنطقة، وتزرع الشك في نفوس شعوب القارة الحالمة.
ضرب الإرهاب منطقة الساحل الأفريقي، وتوسع نحو دول غرب أفريقيا، وانتشر رويدا رويدا في اتجاه أفريقيا الاستوائية، ولكن المغرب كانت له مقاربته الخاصة في مواجهة خطر جماعات التطرف الديني وشبكات الجريمة المنظمة، وقد ظل يحرصُ على بسط هذه المقاربة لكل الراغبين في الاستفادة منها.
يكفي أن تتجول في مدينة نيامي، عاصمة النيجر حيث تمتزجُ الثقافات والأديان، فلن تكاد تؤدي الصلاة في أي مسجد إلا وإمامه قد تلقى التكوين في المعاهد المغربية، وخاصة في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، حيث استفاد آلاف الأئمة الأفارقة من التدريب والتكوين سنويًا، ضمن مبادرة مغربية تهدف إلى نشر قيم الإسلام السمحة، ومحاربة التطرف والغلو.
من هذا المعهد تخرج أئمة ينشرون اليوم قيم الإسلام السمحة في منطقة تمتد من السنغال في أقصى الغرب، إلى الغابون في أقصى الشرق، وأصبحت في كل مدينة أفريقية شيء من فاس ومراكش والرباط.
وأطلق ملك المغرب، في 2015، مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، بهدف تعزيز الروابط الدينية والثقافية بين المملكة والدول الأفريقية، من خلال التعاون في مجال الشؤون الدينية، ونشر النموذج المغربي في تدبير الشأن الديني، القائم على الاعتدال والوسطية؛ وتدريب الأئمة والعلماء من الدول الأفريقية على قيم الإسلام المعتدل ومهارات الخطابة والدعوة، كما أن للمؤسسة أدوارا أخرى، تشمل تقديم برامج تأهيلية وتدريبية لتعزيز قدرات الأئمة والعلماء الأفارقة في مجالات الفقه والشريعة وأصول الدين، ودعم نشر خطاب ديني معتدل، يتصدى للفكر المتطرف وينبذ العنف.
وتأكيدا لمبدأ الاحترام الذي يطبع رؤية المملكة وقائدها في علاقة ببلدان وشعوب القارة، فقد نص الظهير الشريف (مرسوم ملكي) المحدث لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة على إمكانية إحداث فروع لها في مختلف البلدان، في مراعاة لقوانين كل بلد وأوضاعه، بحيث لا يكون هذا الفرع بديلا لأي هيئة وطنية أو محلية رسمية أو أهلية.
الاحتفاء بالثقافة والفنون في علاقة المغرب بأفريقيا صار هو الآخر، مكونا أساسيا وله حضوره البارز في المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية التي تنظم بالمملكة أو في عدد من بلدان القارة؛ من السينما إلى الإبداع الأدبي، مرورا بالموسيقى والفنون التشكيلية، وغيرها. للثقافة والفنون دورهما ومكانتهما في كل سياسة تروم التقريب بين الشعوب ومد الجسور نحو الآخر. بالنسبة للملك محمد السادس، ليست الثقافة مجرد تعبير عن الإبداع، وإنما هي كذلك مرآة للحضارات، وضرورة أساسية في حياتنا اليومية، فهي غذاء للروح والفكر، وربط الماضي بالحاضر، كما تشكل صلة وصل بين الفرد ومجتمعه.
دبلوماسية رياضية نموذجية
في الميدان الرياضي، أضحى المغرب عنوانا للتعاون الأفريقي لما فيه خير شباب القارة. يتعلق الأمر هنا، باستراتيجية تهتدي برؤية ملكية، توجتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بوضع ملاعب المملكة، منذ سنوات، أمام المنتخبات الأفريقية الراغبة في ذلك، وتوقيعها 45 اتفاقية، مع الاتحادات الوطنية بأفريقيا، تشمل عددا من مجالات التعاون الكروي، الشيء الذي يؤكد الحضور والسمعة والانفتاح وروح التعاون التي تميز علاقة المسؤولين المغاربة مع نظرائهم الأفارقة.
يتعلق الأمر،هنا بدبلوماسية رياضية، همها التعاون الملتزم ومد يد العون للأشقاء في أفريقيا مِن دون مَن. فتنمية القارة لا ينبغي أن تقتصر على طرف دون آخر. الشيء الذي أكده الملك محمد السادس، في رسالته بمناسبة تسليمه جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والتي منحت له بالعاصمة الرواندية كيغالي ، بإعلانه قرار المملكة المغربية، بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم لسنة 2030، مشددا على تشبته المستمر بقناعته أن "مستقبل أفريقيا يبقى رهيناً بشبابها"، وأن "انتهاج سياسة إرادية موجهة نحو الشباب من شأنه تركيز الطاقات على التنمية"، مع تشديده على أن المملكة أثبتت، في مناسبات عديدة، وبالعمل الملموس، أنها "تضع إمكانياتها وبنياتها التحتية وتجربتها، لا سيما في مجال الكرة القدم، رهن إشارة جميع البلدان الأفريقية الشقيقة الراغبة بدورها في جعل الشباب دعامة للأمل والنمو". وأضاف: "ذلك لأن طموحي من أجل بلدي لا يضاهيه في جوهره سوى طموحي من أجل القارة الأفريقية".
لكل ذلك، وتبعا لكل ذلك، رفع الإيفواريون علم المغرب إلى جانب علم بلادهم، خلال تتويج منتخبهم بالكأس القارية، خلال نهائيات كأس الأمم الأفريقية الأخيرة. كما حرصوا على إظهار حبهم لملك المغرب، وشعب المغرب، وإعجابهم بثقافة المغرب في مختلف تمظهراتها.
صديق وقت الضيق
يقال إن "الصديق الذي يشاركك أحزانك قبل أفراحك في الحياة رزق عظيم"، ذلك حال المغرب مع أفريقيا والأفارقة. خلال الأزمة الصحية التي ضربت العالم، سارعت المملكة إلى إرسال مساعدات طبية، بتعليمات ملكية إلى أكثر من 15 بلدا أفريقيا من أجل دعم تدابيرها الرامية إلى النجاح في التصدي لجائحة (كورونا).
لا شك أن علامات وعناوين انخراط الملك والمملكة في تنمية مظاهر التعاون لتحقيق التنمية داخل القارة الإفريقية أكثر من أن تحصى، الشيء الذي مكن تقديم صورة إيجابية للأفارقة، عن مغرب شقيق ومتعاون، يقوده ملك حكيم بقدر ما يسهر على تحصين مقومات بلاده وتنميتها، لا يتوانى في تعهد جذوره الأفريقية بالرعاية وروح التعاون البناء.
لقد نجح الملك محمد السادس في أن يكسرَ الحاجز بين شمال القارة وجنوبها، وأثبت أن الحلم الأفريقي قابل للتحقيق، إذا آمن الأفارقة أنفسهم بذلك، وهو الذي جعل من بلاده أكبر مستثمر أفريقي داخل أفريقيا، بل وتجاوز المغربُ في بعض الأحيان دولا عظمى، لطالما قدمت أفريقيا على أنها حديقتها الخلفية.
ربع قرن فترة قصيرة لإحداث كل هذا التغيير، ولكن ذلك حدث.
* عبد الله محمدي: كاتب موريتاني وخبير في الشؤون الأفريقية