: آخر تحديث
أضرار تقدر بحوالى 2,7 مليار يورو هذا العام

القطاع الزراعي في صقلية يختنق بسبب الجفاف

39
34
27

سان كاتالدو: أدت موجة الجفاف التي تشهدها جزيرة صقلية الإيطالية إلى القضاء على محاصيل الحبوب وحرمان الماشية من المراعي واندلاع حرائق مدمّرة، ما تسبب في أضرار تقدر بحوالى 2,7 مليار يورو هذا العام.

وقال سلفاتوري مايكل أميكو، وهو مزارع في سان كاتالدو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 20 ألف نسمة في صقلية "ليس هناك أمل لأن الأمطار لم تهطل منذ أيار (مايو) من العام الماضي، قضي على كل الحقول المزروعة: لا يوجد قمح ولا شعير ولا شوفان".

ومنذ أيار (مايو)، أعلنت حكومة جورجيا ميلوني حالة طوارئ في صقلية في مواجهة الجفاف بهدف توفير الأموال لشراء صهاريج مياه وحفر آبار وتجديد محطات ضخ وتحلية المياه.

لكن كل تلك الحلول لم تساهم في تحسين الظروف إذ استمر ارتفاع درجات الحرارة في الأشهر التالية، ما اضطر المزارعين إلى التخلي عن محاصيلهم.

وهذا العام، يتوقع أن تشهد صقلية التي كانت تعد في السابق سلّة غذاء اليونان وروما المهددة بالتصحر بسبب احترار المناخ، تراجعت محاصيلها بنسبة تزيد عن 50 بالمئة في المتوسط وفقا لكولديريتي، الرابطة المهنية الزراعية الرئيسية في هذا القطاع.

وقال بيبي بالمييري، وهو عضو في الرابطة "لم تهطل الأمطار هذا العام، لذلك لم نحصد شيئا ولا نستطيع إطعام الحيوانات أو سقيها".

5800 هكتار محروقة
من جهته، أكّد المزارع الآخر فابيو سكارانتينو الذي يواجه المشكلات نفسها أن "تغيّر المناخ في صقلية واقع: تحدثنا عنه في الماضي لكن لم يكن ممكنا أن نتصور أننا سنعاني تبعاته بشكل مباشر".

وأشار إلى أنه خلافا لسواحل صقلية التي تعتمد بشكل رئيسي على السياحة، "في المناطق النائية التي تعتمد على تربية الماشية والزراعة، فإن تغير المناخ له تأثير كبير".

وصرّح ماسيمو بريمافيرا، مسؤول "كولديريتي" في مدينة كالتانيسيتا التي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة، أن العائلات التي تمارس الزراعة منذ أجيال تجد نفسها بلا آفاق مستقبلية في حين "أنهم علماء بيئة حقيقيون، هم الذين يحمون هذه المنطقة من الهجر والتصحر".

وإلى جانب التهديد الذي يشكّله على الماشية وحقول الحبوب، يؤثر الجفاف أيضا على أشجار الفاكهة وكروم العنب وبساتين الزيتون، في حين أتت الحرائق على 5800 هكتار من الأراضي الزراعية منذ مطلع تموز (يوليو).

وشدّدت "كولديريتي" أيضا على أن "آثار الجفاف تتفاقم بسبب نقص الاستثمار في نظام بنى تحتية يسمح بتجنب هدر المياه وضمان بقاء المزارع".

وبحسب معهد الإحصاء الوطني، تسجّل صقلية أحد أعلى معدلات هدر مياه الشرب في البلاد مع فقدان 51,6 في المئة من المياه في دوائر التوزيع عام 2022.

ومع احترار المناخ والجفاف اللذين يهددان القطاع الاقتصادي بالكامل، تواصل إيطاليا إهدار مواردها المائية: كل يوم، يفقد 157 لترا لكل من سكانها "وهو ما يؤكد استمرار عدم كفاءة العديد من شبكات التوزيع"، وفق المعهد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد