ايلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي لدى مغادرته بغداد الى برلين الخميس انه سيبحث هناك اوضاع مهاجري بلده والتعاون في مجالات الطاقة والاستثمار ومكافحة الفساد والارهاب.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر صحافي في مطار بغداد الدولي اليوم، قبيل مغادرته الى برلين، إن زيارته هذه إلى ألمانيا والتي تستمر يومان "تأتي لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين"، منوها بأنه سيقدم مقترحا للحكومة الالمانية لتشكيل لجنة مشتركة لتمهيد الطريق للعودة الطوعية للعراقيين المهاجرين الى هناك.
مذكرات تفاهم في قطاع الكهرباء
وأشار الى انه سوقع هناك "مذكرات تفاهم في قطاع الكهرباء واتفاقات حول برامج التنمية والتدريب المهني والتعليم تنطوي على فقرات تمثل خطة واعدة للنهوض بقطاع الكهرباء مع شركة سيمنس الالمانية في مجال الإنتاج والنقل والتوزيع".. فما قال مصدر عراقي ان تمويل هذه الماريع سيكون أميركيا.
وأوضح أن المذكرات ستتضمن عقداً طويل الأمد لأعمال التأهيل والصيانة، متجاوزةً العقبات التي كانت تواجه هذا الجانب، وستوفر كُلفاً بحدود 20% وتضمن انسيابيةً في أعمال الصيانة وبقاء المحطات بكامل طاقاتها التصميمية.
يضم الوفد العراقي الى المانيا كلا من وزراء الخارجية فؤاد حسن، والصناعة والمعادن خالد بتال النجم، والهجرة والمهجرين ايفان فائق يعقوب، إضافة الى رجال أعمال صناعيين ومجموعة من المستشارين.
150 الف عراقي في ألمانيا
وفي ألمانيا جالية من المهاجرين العراقيين والحاصلين على جنسيتها، يبلغ عددهم نحو 150 الف نسمة، بينهم 50 الفا هاجر أغلبهم خلال العقود الثلاثة الاخيرة بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية السيئة بعد الحصار الدولي على العراق في عام 1991 ثم الغزو الاميركي له في عام 2003.
في يونيو 2007، أعلنت الحكومة الألمانية أنها ستمنح اللجوء لـ70 ألف عراقي من الذين يواجهون الاضطهاد والعنف في بلدهم ومن الأقليات المضطهدة هناك مثل المسيحيين، وفي عام 2015، هاجر الكثير من العراقيين الى المانيا بشكل غير شرعي بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية السيئة والعنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة.
لجنة مشتركة
وكشف السوداني انه سيقترح على الحكومة الألمانية تشكيل لجنة مشتركة لتمهيد الطريق للعودة الطوعية للعراقيين المهاجرين الى المانيا، والعمل معها عن كثب بشأن القضايا الحساسة مثل عمليات الترحيل والفحص بدقة كل حالة وفقًا للقانون والاتفاقيات بين البلدين.
ولفت الى ان "الحكومة العراقية لا تمنع أي مواطن من السفر والهجرة وهي بالتأكيد حريصة على أن توفر الظروف الملائمة لكل المواطنين سواء بتحقيق الأمن والاستقرار أو توفير فرص العمل للبقاء"، مشيرًا الى ان الجالية العراقية في المانيا تمثل ثاني أكبر جالية عربية ومن حق أي مواطن هناك أن يقرر العودة طوعاً "ونحن من جانبنا كحكومة ملتزمون بتقديم التسهيلات كافة لتحقيق هذه العودة".
وأكد السوداني أنه لن يطلب خلال لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس إعادة اللاجئين العراقيين، لأن الحكومة العراقية ليست من يقرر ذلك، "فالقرار يعود للمواطن وسيتم بحث تشكيل لجنة مشتركة لبحث السبل الكفيلة بتهيئة كل متطلبات العودة الطوعية".
تعاون في مكافحة الفساد
قال السوداني إن "الخبرة الألمانية تعتبر ذات فائدة كبيرة في دعم هيئة النزاهة العراقية وتطوير الإجراءات والاستراتيجيات والسياسات لمكافحة الفساد".
أضاف ان مباحثاته مع المسؤولين الالمان تهدف ايضًا الى تعزيز التبادلات التجارية مع بلدهم والارتقاء بها إلى مستوى يتناسب مع العلاقات بين البلدين.
وفي ما يخص الحرب ضد الارهاب، اشار السوداني الى ان العراق وألمانيا يتبادلان معلومات أمنية واستخباراتية مهمة حول تنظيم داعش كما دربت برلين جنود الجيش العراقي وقوات البيشمركة وزودتهم بالسلاح اللازم.
3.4 مليارات دولار
ولفت السوداني الى أن "برلين ساهمت بنحو 3.4 مليارات دولار في جهود التنمية وإعادة الإعمار في العراق".. موضحا ان "الوكالة ألالمانية للتعاون الدولي ساعدت أكثر من 37 الف عراقي في الحصول على وظائف أو بدء أعمالهم التجارية الخاصة، بينهم نساء بنسبة 30 في المئة".
وبين أن "ألمانيا تساهم بفاعلية في صندوق الإصلاح والتعافي وإعادة إعمار العراق".. مشيرا الى ان "المانيا قامت بتدريب أكثر من 4000 مهندس وقاضٍ ودبلوماسي وصحفي وموظف حكومي عراقي وهي تساهم أيضًا بفاعلية في صندوق الإصلاح والتعافي وإعادة إعمار العراق ، الذي يعزز الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في مجالات مثل إعادة الإعمار والزراعة والمياه والبيئة والطاقة والحماية الاجتماعية والتعليم والصحة وإدارة الأموال العامة كما تم اعادة تاهيل العديد من المستشفيات وتجهيزها بأموال ألمانية.
ولفت الى ان "شركة سيمنز تعمل على توفير الكهرباء لنحو 23 مليون عراقي من خلال 13 محطة كهرباء في جميع أنحاء البلاد".. مؤكدا ان "محطات الطاقة هذه هي حجر الزاوية لإعادة إعمار العراق لأنها ضرورية للتنمية الاقتصادية للبلاد".
بحث تزويد العراق لالمانيا بالطاقة
اضاف السوداني انه يهدف من هذه الزيارة تعزيز آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية فضلا عن الملفات الأخرى التي تتعلق بالتنمية البشرية ومعالجة التغيرات المناخية.
وأوضح انه سيناقش هناك أكثر من مبادرة وفكرة تتعلق باستثمار الغاز وتعزيز تواجد الشركات الألمانية الاستثمارية في العراق، خصوصا أن شركة سيمنز تعمل في قطاع الكهرباء.
وعن التعاون الثنائي في مجال الطاقة، رأى السوداني انه بحكم إمكانيات العراق وخططه المستمرة لزيادة إنتاج النفط واستثمار الغاز بالإمكان تلبية حاجات ألمانيا من الطاقة في ظل الظروف التي تعاني منها السوق عالمياً وارتفاع مستوى الطلب الذي أدى إلى زيادة الأسعار والعراق قادر على أن يلبي حاجة ألمانيا والسوق عالمياً.