: آخر تحديث
تحديات الفاعلية في مواجهة الخلافات الداخلية تطرح نفسها

مجموعة العشرين أمام مفترق طرق

96
92
88

باريس: تجد مجموعة العشرين التي اختتمت قمتها قبل يومين في هامبورغ نفسها في مواجهة تحديين رئيسيين هما الفاعلية في مواجهة الخلافات الداخلية والحاجة الى تجديد هذه الهيئة التي ترسم سياسات العالم مع الحفاظ على تماسكها.

يوضح مصدر دبلوماسي من بين المشاركين في المفاوضات الماراتونية التي أفضت الى البيان الختامي للقمة "نحن في مرحلة انتقالية. مجموعة العشرين كانت منتدى ناجحا جدا للتصدي للازمة المالية وباتت اليوم تتناول مواضيع متعلقة بالمناخ والهجرة والتنمية والصحة والتعليم وهذا ما سيكون عليه مستقبلها على الارجح: التكيف مع هذه التحديات الدبلوماسية الكبرى".

بالفعل، بحثت الدول الأبرز في المجموعة خلال قمة هامبورغ التي ليس لبيانها الختامي صفة إلزامية، حول المناخ والحمائية وبدرجة أقل الضوابط المصرفية والسياسات النقدية.

يقول جون كيرتون المدير المشارك لمجموعة الأبحاث حول مجموعة العشرين في جامعة تورنتو لوكالة فرانس برس "منذ انطلاقها في العام 2008، وسعت مجموعة العشرين أجندتها، لكن قمة هامبورغ فتحت فصلا جديدا".

الا ان المجموعة لا تكتفي ببيانها الختامي إذ بين اللقاء بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين السبت ان القمة فرصة مؤاتية للقاء القادة في اطار أقل رسمية من الزيارات البروتوكولية.

وتوضح كلوديا شموكر من مركز "دي دي اي بي" الالماني للابحاث لوكالة فرانس برس "من المهم جدا ان يتمكنوا من اللقاء في أرضية محادية والتباحث في كل الازمات المطروحة على جدول الاعمال".

الا ان شموكر تحذر من الافراط في التوسع في المواضيع المطروحة إذ أن "جدول أعمال فضفاضا يمنع التركيز. التركيز يجب ان يظل على الاقتصاد". فمجموعة العشرين "لا تتمتع بشرعية" تجعل منها نوعا من الحكومة الدولية. فالهيئة الأقرب الى ذلك هي الامم المتحدة، بحسب شموكر.

تقول فريدريكه رودر مديرة فرع فرنسا لمنظمة "وان" غير الحكومية انه وخارج هذا الاطار، تطرح مسألة تشكيلة مجموعة العشرين "إذا ارادت ان تظل منتدى ذا صلة".

وتابعت رودر "بعد 50 عاما، سيفوق عدد الشباب في افريقيا عددهم في كل دول مجموعة العشرين مجتمعة، لذلك لا بد ان تشمل تشكيلتها هذه القارة بحيث يصبح الاتحاد الافريقي عضوا فيها على غرار الاتحاد الأوروبي".

عدم التراجع

لكن توسيع نطاق صلاحيات هذه المجموعة يهدد بفقدانها فاعليتها تحت وطأة خلافات ايديولوجية عميقة خصوصا اذا كان أساس هذه الخلافات بلد لا يمكن تجاهله مثل الولايات المتحدة.

فقد ارغمت مواقف ترامب المعاكسة حول المناخ وحرية التجارة المشاركين في قمة هامبورغ الى ابتكار صيغ لغوية في البيان الختامي على أساس أنه إذا كنا غير قادرين على التقدم فلنحاول على الأقل الا نتراجع.

يوضح  سيباستيان جان مدير المركز الفرنسي "سي او بي اي اي" لوكالة فارنس برس ان "مجموعة العشرين ليست هيئة للتنفيذ بل اطار يعطي فيه حضور القادة معا دفعا سياسيا وأرضية لتجاوز الخلافات. من الواضح اننا لن نتمكن من حمل ترامب على تغيير موقفه حول المناخ لكن يمكننا تفادي التصعيد في الخلاف. اعتقد ان الاولوية الان هي لتوافق القادة حتى لا يحدث تراجع".

ويقول توماس بيرن من مركز "سي آي دي آي" الكندي لفرانس برس إن في قمة هامبورغ "وفرت دينامية مختلفة تماما بالمقارنة مع القمم السابقة حيث كان الامر في السابق يتعلق بالمضي قدما وليس تفادي الرجوع الى الوراء".

ويشير خبير الاقتصاد جاك سابير الى انه "لا شك في ان قمة هامبورغ سجلت تعدد الاقطاب في العالم واعترافا بمشروعية تحرك الدول ذات السيادة".

وختمت شموكر بالقول "المشكلة مع المجموعات غير الرسمية هي ان قراراتها غير ملزمة وبالتالي لا بد من توافر إرادة التعاون"، مضيفة أن الوضع الحالي يجب الا يستمر طويلا حتى لا يصبح وجود المجموعة مهددا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد