: آخر تحديث

المغرب ضيف الشرف على معرض الكتاب في باريس

355
337
291

ربيع الكتاب في معرض باريس الذي ينتظم من 24 إلى 27 من الشهر الحالي سيكون مغربيا...

والحدث يتصدر الواجهات الأولى لوسائل الإعلام بمختلف أشكالها وانواعها

ومكتبات باريس الكبيرة خصصت أجنحة للإصدرات القديمة والجديدة للكتاب المغاربة الناطقين بالغربية والفرنسية وبالأمازيغية أيضا. وإختيار المغرب ضيف الشرف لمعرض الكتاب بباريس له أكثر من معنى.

فقد أشارت جريدة "لوموند" في عددها الصادر يوم الخميس 23 مارس من هذا العام أن المغرب شرع في طيّ صفحة "سنوات الرصاص" منذ بداية الألفية الجديدة. تلك السنوات التي شهدت محاكمات للمعارضين من مختلف التيارات، ومنع للمجلات الطلائعية مثل "أنفاس" التي كان يديرها الشاعر والكاتب عبد اللطيف اللعبي، و"الثقافة الجديدة" التي كان يرأس تحريرها الشاعر والناقد محمد بنيس، وملاحقات للمثقفين التقدييين حتى ان البعض منهم خيّر العيش في المنفى. ومعبرا عن الإنفتاح الذي يعيشه المغرب، صرح الشاعر عبد اللطيف اللعبي لوسائل الإعلام الفرنسية قائلا: ”اليوم، رغم كل شيء نحن بإمكاننا أن نتكلم وأن نعبر عن آرائنا وعن افكارنا". وعن مجلة "أزمنة" التي أرادها ان تكون خليفة لمجلة "أنفاس"، أضاف عبد اللطيف اللعبي قائلا بإن هذه المجلة تنشر نصوصا بثلاث لغات، العربية، والفرنسية، والأمازيغية. وهي مخصّصة للنساء المغربيات، وأبوابها مفتوحة أيضا للنساء التونسيات والمصريات اللاتي تعكس أوصاتهن طموحات المجلة في دعم الحريات العالمة والخاصة، وكسر التابوات، والتصدي للتحجر الفكري والعقائدي، ومقاومة التطرف الذي بات يهدد عقول الشابات بالخصوص.

وأشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى أن المصالحة الوطنية التي كان الملك محمد السادس مهندسها الأول ساعدت المغرب على الخروج من النفق المظلم الذي عاشته النخب المغربية في السبعينات من القرن الماضي، وسمحت لمن عرفوا السجون والمنافي والقهر بتقديم شهادات عن تلك الفترة تميزت بقيمة فنية وأدبية عالية. ولعل تلك المصالحة هي التي ساعدت المغرب على تجنب الفوضى والأزمات الخطيرة التي تعيشها العديد من البلدان العربية راهنا، خصوصا تلك المسماة بـ"بلدان الربيع العربي"، ومهدت الطريق لبناء نظام ديمقراطي - ملكي يكون بمثابة الحصن المنيع للوحدة الوطنية التي بدونها لن يكون المغرب مغربا متعددا، متماسكا، وغنيا باختلافاته العقائدية والسياسية والثقافية.

واختيار المغرب ضيف شرف للدورة الحالية لعرض باريس للكتاب يدل على أن المغرب يعيش راهنا تنوعا مهما في الإنتاج الثقافي والأدبي والفني. وهذا ما تعكسه اعمال اليذن يكتبون باللغات الثلاث، أي الفرنسية والعربية، والأمازيغية. والأسماء التي تحظى الآن بالشهرة والإنتشار لم تعد قليلة، ومنحصرة في البعض ممن إختاروا الكتابة بلغة موليير، بل تعددت لتشمل الذين يكتبون بلغتهم الأم من الأجيال الجديدة بالخصوص. كما يشهد المغرب تطورا مهما في المجال الروائي. والروايات التي يكتبها الجيل الجديد من الكتاب والكاتبات تعكس هموم المغرب راهنا، وتطلع هذا الجيل لمزيد من الحرية والتقدم، قاطعا بذلك مع الماضي الأليم الذي عاشه آباؤه وأجداده. وهذا ما نلمسه من خلال روايات عبد الكريم الجويطي، وياسين عدنان، وعبد الله الطايع، وليلى السليماني التي حازت روايتها: ”أغنية عذبة" على جائزة غونكور لعام 2016. وفي حوار أجرته معها جريدة "لوفيغارو"، ونشر في عددها الصادر يوم الخميس 23 مارس من العام الحالين أشارت ليلى السليماني إلى أن الكتابة في المغرب راهنا تطلق خطابا من أجل كشف الحقائق المغيبة والمطموسة والمرفوضة دينيا أو سياسيا. لذا يشعر الكتاب المغاربة الجدد بأنهم متضامنون ومتكتاتفون لكسب المعركة التي يخوضونها لا أدبيا فحسب، وإنما سياسيا وفكريا أيضا. وأضافت ليلى السليماني قائلة بإن المغرب بكل همومه ومشاكله يظل دائما حاضرا في وجدان أبنائه حتى ولو كانوا بعيدين عنه.

وفي تصريح لها لجريدة "لوموند" في عددها المذكور، طالبت الناشرة المغربية ليلى الشاوني التي تدير دار "الفنك" دور النشر الفرنسية بفتح الأبواب أمام الكتاب الذي يكتبون باللغة العربية والكف عن اعتبار من يكتبون بلغتها رموزا للأدب المغربي الجديد. وأضأفت ليلى الشاوني قائلة: ”في فرنسا ينشرون أعمالا قديمة، ويقبلون على كتاب يكتبون بلغتهم، ولهم ارتباطات وثيقة بدور النشر فيها، ويقولون بإن هؤلاء الكتاب هم أفضل ما أنتج المغرب. إلا أن هذا ليس صحيحا. أنا لا املك لا إسما كبيرا ولا وسائل نشر مهمة. وأود لو أبيع حقوقا هنا في باريس. لكني أودّ أيضا أن ألتقي بقراء يرغبون في التعرف على الأسماء الأدبية الجديدة في المغرب، أولئك الذين يعيشون في بلادهم، وليس في فرنسا، أو في غيرها، ويبدعون أعمالا مختلفة عن تلك ٫٫الأعمال التي تروج صورا باهتة وجامدة لا تثير سوى الناشرين الفرنسيين".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات