الرباط: تسلمت الروائية ليلى السليماني، اليوم، بباريس، الوسام الفرنسي للفنون والآداب، من درجة ضابط، من يد أودري أزولاي، وزيرة الثقافة والاتصال في فرنسا، وهي، بالمناسبة، ابنة أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وتسلمت السليماني الوسام الفرنسي، في لقاء نظم بمناسبة الدورة الـ37 لمعرض الكتاب بباريس، عرف حضور مسؤولين ومثقفين، من فرنسا والمغرب، وذلك يوماً قبل انطلاق فعاليات هذه التظاهرة الثقافية الكبرى، التي تنظم ما بين 24 و27 مارس الجاري، والتي تستقبل المغرب كـ"ضيف شرف"، ليكون، بذلك، أول دولة عربية وإفريقية تحظى بهذا الاحتفاء.
وجرت العادة أن يسلم الوسام الفرنسي للشخصيات التي تميزت بإبداعاتها في المجال الفني أو الأدبي، أو بمساهمتها في إشعاع الفنون والآداب في فرنسا والعالم.
ونقل موقع وزارة الثقافة والاتصال الفرنسية عن السليماني، قولها، في أعقاب هذا التوشيح: "أحمل المغرب في داخلي، بشكل قوي"، كما نقل عن أودري أزولاي، قولها: "نتشارك المغرب وفرنسا، بشكل يؤكد رؤية مشتركة للحوار عبر الثقافة"، مشيرة إلى أن "الكتب هي شهادة عميقة عن إنسانيتنا، وتجسيد للحرية".
وزادت شهرة السليماني (35 سنة)، قبل أشهر، في الأوساط الأدبية، بعد فوزها، بجائزة "غونكور" الفرنسية الرفيعة (2016)، عن "أغنية هادئة"، روايتها الثانية، بعد "في حديقة الغول" (2014)، روايتها الأولى، التي استلهمت أحداثها، سنة 2011، من قضية دومينيك ستروس كان، عقب اتهامه باغتصاب عاملة في فندق أميركي، لتقرر تناول قضية الإدمان الجنسي، لكن من خلال المرأة.
وسبق للسليماني، التي ولدت عام 1981 في الرباط، من أم من أصول جزائرية وأب مغربي، أن فازت، عن عملها الروائي الأول، بـ"جائزة المامونية" الأدبية، في نسختها السادسة، الخاصة بالكتاب المغاربة الفرنكوفونيين، والتي يمنحها فندق "المامونية" الشهير بمراكش؛ كما سبق لها أن نشرت، بالدار البيضاء، سنة 1913، أول مؤلفاتها، عبارة عن دفتر سفر، تحت عنوان "خليج الداخلة: التجول الساحر بين البحر والصحراء".
يشار إلى أن المشاركة المغربية، في معرض باريس، ستتميز بمساهمة حوالي تسعين كاتباً ومحاضراً، وبعرض وثائقي يشمل حوالي 3000 عنوان في 17 ألف نسخة، تم نشرها من طرف 90 ناشراً ومؤسسة، الشيء الذي سيجعل منه، حسب بيان لوزارة الثقافة المغربية، "فرصة جديدة للتعريف بالمغرب الثقافي الذي يبدع. المغرب الذي يصون الحقوق الثقافية. المغرب المنفتح على الآخر"؛ حيث سيوفر لزوار المعرض، على مدى أربعة أيام، "فرصة إعادة اكتشاف غنى وتنوع الثقافة المغربية بمختلف مكوناتها اللغوية وتعابيرها الأدبية والفنية".