لا يتوقف شعوري بالفخر والاعتزاز كمواطن سعودي في المقام الأول وككاتب صحفي ثانيًا مع كل رسالة نصية واردة لهاتفي الجوال من هيئة الرقابة ومكافحة الفساد (نزاهة)، وهي تحتوي على إجمالي عدد الجولات الرقابية وعدد المشتبه بهم الذين تم التحقيق معهم وفقًا لنظام الإجراءات الجزائية ونتائجها، ثم تُختتم الرسالة بتوجيه دعوة مفتوحة للجميع للمساهمة في حماية المال العام بالإبلاغ عن أي شبهات فساد مالي أو إداري عبر كافة وسائل التواصل مع الهيئة، إمعانًا في شراكة المواطن والمقيم.
في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2017، قامت السلطات السعودية بحملة ملاحقات قانونية شملت عددًا من كبار مسؤولي الدولة والعائلة الحاكمة بقيادة وليّ العهد وقاصم ظهر الفساد، صاحب السمو الملكي سيدي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه وأيّده بنصره. ففي تلك الحملة المشهودة، حُطّمت أصنام الأوهام، وامتدت يد العدالة لتبطش بالفساد بمختلف درجات مقترفيه مهما علت مراتبهم.
واليوم، بعد مرور ثمانية أعوام على هذا الحدث المدويّ، لم يعد هناك مكان للأشقياء الذين ظنّوا – ويا لسوء ما ظنّوا – بأنهم مانعتهم حصونهم الاجتماعية أو مراتبهم الوظيفية من المساءلة القانونية والمحاسبة العادلة، ناسين أو متناسين أن المحسوبيات والاستثناءات باتت من الماضي القديم. فالتاريخ أثبت قولاً وفعلاً أنه "لم ولن ينجو أي شخص كائنًا من كان ثبت تورطه في قضايا فساد"، فنحن في عهد سلمان الحزم ومحمد العزم، أدام الله ظلّهما وعزّهما.
ستظلّ صولة الحق عام 2017 مضرب المثل في إمضاء سيف العدالة حتى في أكثر الأنظمة العالمية التي تصف نفسها بالديمقراطية، فلا شيء يعادل غضبة الملوك عندما يتمادى الفاسد في فساده والمجرم في إجرامه. إن مكتسبات صولة الحق الخالدة عندما تُمثل ذكراها أمامنا في كل عام تدفع – في رأيي الشخصي – بـ(نزاهة) نحو المزيد من الرقابة وشنّ حروب لا هوادة فيها على كل من تسوّل له نفسه خيانة الأمانة والاعتداء على الأموال العامة.
والحقيقة تقتضي الإنصاف بالقول إن جهاز (نزاهة) بقيادة معالي الأستاذ مازن بن إبراهيم الكهموس، رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، قد نجح نجاحًا كبيرًا رفع من خلاله الاستحقاق نحو وطن عظيم مزدهر ينمو دون فساد. وأؤكد أنه لا عذر أمامنا كمواطنين سعوديين لنيل شرف الإبلاغ عن تلك الجرائم إذا شككنا أو علمنا بها، فالوسائل – ولله الحمد – متاحة، والمبلّغ في مأمن عبر قنوات التواصل الآمنة.
حفظ الله وطننا العظيم بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ودام الشعب السعودي الوفيّ خير معين لقيادته لإحقاق الحق وإبطال الباطل وتحطيم الفساد والفاسدين.


