: آخر تحديث

تضارب الأرقام يثير حيرة 

0
1
1

خلّف تصريح ضيفة في إحدى البرامج التلفزيونية حالة من الحيرة بين المشاهدين نتيجة تضارب الأرقام التي ذكرتها، إذ ذُكر الرقم 4 آلاف في جانب و15 ألفًا في جانب آخر، ما أثار التساؤل حول الرقم الصحيح. هذا التضارب لم يقتصر أثره على مجرد الحيرة، بل أعاد النقاش حول مدى دقة المعلومات التي يقدمها الضيوف في البرامج الإعلامية، ومدى حرص القنوات على اختيار مصادر موثوقة. 

ويُظهر هذا الموقف بوضوح أن الإعلام لا يمكن أن يكون مجرد منصة لنقل التصريحات، بل يجب أن يكون أداة دقيقة ومسؤولة في نقل الحقائق. فالمصداقية الإعلامية تقوم على وضوح الأرقام والحقائق، وأي تضارب فيها، مهما كان بسيطًا، قد يؤدي إلى فقدان ثقة المشاهد، الذي لم يعد اليوم مجرد متلقٍ سلبي، بل أصبح قادرًا على ملاحظة التناقضات واستنتاج عدم المصداقية، وهو ما يضع المسؤولية على عاتق الإعلاميين والضيوف على حد سواء.

كما يبرز هذا الموقف أهمية الإعداد المسبق للضيوف قبل ظهورهم على الشاشات، والتأكد من صحة المعلومات التي سيقدمونها، لا سيما عندما تكون موضوعات مالية أو إحصائية حساسة. فالأرقام ليست مجرد بيانات، بل هي أدوات تؤثر في الرأي  وقد تحدد مسارات النقاشات الاقتصادية والاجتماعية.

وبالرغم من أنَّ أي خطأ بشري وارد، فإنَّ الإعلام الاحترافي يجب أن يسعى لتقليل هذه الأخطاء إلى الحد الأدنى. يتطلب ذلك وضع آليات للتدقيق والمراجعة، والتأكد من أن الضيف ملم بالأرقام الدقيقة أو يقدم مصدرًا موثوقًا لها. كل ذلك يهدف إلى تعزيز ثقة المشاهدين وضمان أن يكون المحتوى الإعلامي موثوقًا وقابلًا للاعتماد عليه.

في نهاية المطاف، يبقى الالتزام بالمهنية والدقة في نقل المعلومات حجر الأساس لأي محتوى إعلامي ناجح. فالثقة التي يمنحها الجمهور للإعلام لا تُكتسب إلا من خلال وضوح الحقائق وصحة الأرقام، وعدم الالتزام بذلك قد يؤدي إلى إرباك المشاهدين وتقويض مصداقية المنصات الإعلامية بشكل دائم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.