: آخر تحديث

أوروبا تموت

2
1
2

صدق إيلون ماسك، والمتأمل في صورة لقاء قادة أوروبا بالرئيس الأميركي يحق له أن يتوقف ليستخلص العبر، ويفهم ما وراء تلك اللقطات، وما تعنيه في عالم السياسة، في زمن تتغير فيه القوى وتتشكل فيه المصالح.

بالنظر أولا إلى طريقة جلوس القادة الأوروبيين ومعهم زيلينسكي، والأنظار المتشابهة والمتشبثة بالوعود الأميركية، تكشف عن حالة الغياب المعرفي لحقيقة ما دار في قمة ألاسكا، وما تمخض عنها، وبالتالي غياب عن حقيقة ما يدور في المسرح الدولي، والمصالح التي يمكن أن تتشكل. في الصورة تبرز لحظة جهل ربما في مصير الحرب الروسية الأوكرانية، وهو أمر يمس أمن أوروبا الجمعي، ويهدد الوجود السياسي التكاملي، والنفوذ والاقتصاد والأمن.

وربما صحيح أن العربة الأوروبية فارغة، والحصان الأوروبي الهرم ليس له اليوم دور مؤثر في السياسة الغربية. وهذه الصورة تحمل الكثير من الدلالات ومنها مشاهد الإذلال الظاهرة على الوجوه، أكثر مما تحمله من معان إيجابية من الاعتقاد بأنه يمكن أن تعكس الصورة قوة القرار الغربي ووحدته.

ونرى مظاهر الجلوس المؤدب لقادة أوروبا حول طاولة الرئيس ترامب، وتحمل الصورة أقصى مراحل الضعف الأوروبي، والتبعية التي لا تليق بتاريخ أوروبا، ولا بطموحها ومصالحها، وتأثير صوتها الدولي، ولا تتماشى مع القوة التي تملكها بين الأمم، والعلاقات السياسية مع قوى كثيرة في العالم المترامي.

وهنا يمكن أن نقول إن الرئيس بوتين أدرك منذ البداية أن خصومه في الناتو يزدادون ضعفا، وأن القرار الغربي فقط في واشنطن، ولولا الحسابات الأميركية، لسقطت أوروبا وتفرق شملها.

الرهان على الموقف الأوروبي في القضايا الدولية يبدو أنه لا يعززه واقع، ولا تصريحات، ولا تؤكده الصور والمشاهد والمواقف.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف