: آخر تحديث

ورحل الأمير النائم إلى جنات الخلد

3
2
3

ورحل الحبيب الوليد بن خالد بن طلال، نعم ويبقى الفراق مؤلماً ومؤثراً.

نعم، قصته مؤثرة وعجيبة، رحمة الله عليه، كان في غيبوبة لمدة 20 سنة.

أعلن الديوان الملكي السعودي وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال، المعروف إعلامياً باسم "الأمير النائم"، السبت، عن عمر يناهز 35 عاماً، بعد غيبوبة امتدت لـ 20 عاماً.

في عام 2005، تعرّض الأمير الوليد لحادث مروري أثناء تدريبه في الكلية العسكرية. تسبب الحادث في إصابته بنزيف دماغي حاد، ودخل على إثره في غيبوبة تامة.

رفض والده الأمير خالد بن طلال رفع الأجهزة الطبية عنه، قائلاً إن "الله وحده من يحيي ويميت"، وإنه لا يرى في استمرار إبقاء الأجهزة تدخلاً في القضاء والقدر، بل صبراً على البلاء.

والله إنني متأثرة به، إنه عندما أرى تصويرهم معه وصلاتهم في غرفته، وأرى سمو الأمير خالد بن طلال بن عبدالعزيز وأبناءه يؤدون العشاء والتراويح بجوار نجله الأمير الوليد بالمستشفى، ينتابني الحزن على هذا المصاب، وكأنني أرى في أعين كلمات تقول: ستبقى أنت في العين والقلب، وستبقى معك الروح، وسيبقى عشقي لك ممتداً بين السطور ووسط الحروف، وسيبقى دائماً يومي مفتوناً بلقائك، معك أكون أكثر بريقاً، أكثر حناناً، أكثر هدوءاً، ومعك أعي كل همساتك وأفكارك، ومعك تكون للحياة نكهة أخرى.

نعم، عليكم بالصبر، فقد قال رسول الله: "إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاء، وإنَّ الله تعالى إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم".

لعل الله إن شاء الله أراد به خيراً، وكان ممن أحبهم الله فابتلاه وهو في عز شبابه، بغيبوبة لأكثر من 20 سنة.

نسأل الله أن يغفر له ويرحمه، ويعوض شبابه الجنة، وأن يربط على قلب أمه وأبيه.

ما نقول إلا: عظم الله أجر الأمير خالد بن طلال، وأحسن الله عزاءك في وفاة ابنك، ونسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على صبركم وابتلائكم، ويجمعكم به في جنات النعيم.

الوداع والفراق صعب على النفس، وخاصة فراق الأحبة، غابت شمس محبوبي عن سمائي، فأصبح الكون كلّه ظلاماً دامساً وسواداً قاتماً، وأصبح الكون كلّه من دون أيّ ألوان أو ملامح أو أصوات، لم يعد سوى صدى صوت من أحببته يرنّ في أذني، لم أعد أرى سوى صورة وجهه، ولم أعد أتذكّر إلا صورة ذلك الوجه المبتسم، ونظرات عينيه وهي في غيبوبته.

نعم يا خالد بن طلال،

عظم الله أجرك وأحسن الله عزاءك في وفاة ابنك، لقد صبرت وتألمت وتعبت، وفقدك له أمر محزن وصدمة لك ولنا جميعاً، كنا مع الأمل، وجلوسه هذه الفترة كنا متأملين، ولكن قضاء الله وقدره، جعله الله شفيعاً لك يوم الحساب، الحمد لله على كل شيء.

ولا يسعنا إزاء هذا المصاب الأليم إلا أن ندعو الله الكريم الرحيم أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويلهمكم جميعاً على فراقه الصبر والسلوان، فلله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.

اللهم اجبرنا في مصيبتنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.