: آخر تحديث

جوكر الشيطان

2
2
2

التمسك بمصادر التشريع حد فاصل يحمي من الاستدراج إلى مواجهة خاسرة مع خصوم حليفهم الأكبر "جوكر الشيطان." تحيط بمجالسهم العتمة، يتحدثون لغة واحدة، مفرداتها كسيحة، لا يتعاطون مع أُبجدية الاستقامة.

النماذج كثيرة، والظاهرة متنامية، لا يعقل أن نعيش مداً عالياً من الخلل، وننتظر الوصاية من الآخرين.

الحياة معتَرك، وأوراق اللعبة مكشوفة، منها ما هو أساسي، ومنها ما يعتمد على مهارة اللاعبين وتوزيع الأدوار، وثمة كيفية نستطيع من خلالها المرور عبر بوابة هذا العصر.

لا مجال للاجتهاد، الوضع أصبح تصادميًا، والقضايا على هذا النحو باتت محسومة، وتسير في اتجاه قد يقودنا إلى مرحلة عبثية.

الحوار إذاً هو الخيار الأمثل للتعايش، حتى لا نقف على مسافة ألف ميل، تجمعنا أرض واحدة يتنازعها الخير والشر، بشر صالحون وثلة فاسدون، ومراكب هائمة.

هاجس من القلق ينتابنا، وكل ما نتمناه أن تخترق أصواتنا كل الأسماع والأفئدة، عزاؤنا أننا لا نستطيع فصل الضمائر عن الأجساد، فتراكم خلافات العصور المظلمة يفسد نقاط الالتقاء ليضيق بنا الحوار ويصبح هامشياً.

وضعتنا الشروط الإنسانية في مربع واحد، وللخروج من أزمة الصيغة المفروضة إلى لغة حضارية أكثر تفاؤلاً، بعيداً عن مصادرة الكلمات في الحناجر. دعونا نعتصم بقدر من الهدوء والحلم كمدخل للتعامل مع الجنوح، فالشيطان في حالة خصومة مع بني البشر يتربص بهم، ومتفرغ للتآمر عليهم.

ليس من المستحيل الدخول إلى جغرافية الكهوف لتجفيف منابع الشر، وكسر جليد الصمت لتحويل النص إلى سلوك نقي، وقطرة الماء إلى محيط، وكل ما نخشاه أن يصبح اليابس لا سواحل له وغرور الطواويس يقودنا إلى نزاع مستمر وغرائز التماسيح ترسم لنا خططنا الاستثنائية، عندها نخشى أن ينتشر العابثون في ربوع المعمورة.

فلنترقب قد يصل بنا الزمن إلى لحظات من السمو للتخلص من ممارسة السطو على العقول، والقفز فوق الحقائق؟

النفوس احترقت في حقبة تعيسة، وتبعثرت كحجارة الشطرنج، ولكن إرادة الإنسان لا تسقط أمام جدال سفسطائي.

إلى متى وأنوفنا تستنشق غبار المعارك، وأجسادنا تتحمل أمصالاً من الخديعة تتسرب تحت جلودنا لتلوث صفاء دمائنا؟ فماذا تنتظرون؟ أن نقف على قارعة الطريق، نستنجد بجوكر الشيطان ليهبط بنا إلى نفق القنوط.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف