: آخر تحديث

الكويت... تحالف أو لا تحالف!

1
0
1

جميع أو معظم القصص المروعة عن شهور الغزو العراقي في العام 1990، عادت دون استئذان إلى ذاكرة السياسة والإعلام الغربي، فالاهتمام الذي ولد في تلك المرحلة، وقبلها غير قابل للمساومة أو النسيان، فقيمة النظام الديمقراطي ما زالت حاضرة في الأذهان.

بقايا الذكريات عن حرب تحرير الكويت ما زالت عالقة بالأذهان سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو العسكري أو المالي، لكن تباين الاستحضار لا نجده في الغرب عموما، بل يمكن حصره في أميركا من دون باقي دول أوروبا.

مزاج الشعب الأميركي يتغير في اتجاهاته، واهتماماته اعتماداً على العوامل الداخلية والخارجية، ويمكن القول إن المزاج الأميركي سهل الاختراق والتأثير عليه على خلاف الوعي الثقافي في أوروبا وبريطانيا تحديداً.

عند الحديث عن الغزو العراقي للكويت، لابد عدم إهمال أو إغفال دور مجاميع عراقية من المعارضة، والمستقلين بتوجهاتهم ومواقفهم السياسية الذين وقفوا مع الكويت، ومنهم لا يزال يتمتع بعلاقات قريبة من الكويت، ومنهم، للأسف، من يسكن الحديقة الخلفية لتحرير الكويت!

مع صدمة قرارات الرئيس الأميركي ترامب والأهداف المعلنة وغير المعلنة، وقصص سياسية مفاجأة وتصريحات صادمة، أصبحت هناك هوة شاسعة بين الكويت والرأي العام الأميركي، والإدارة الجديدة من الصعب ردمها بسهولة، فالواقع الجديد الذي تشكل في أميركا قد يحمل المفاجآت الصادمة!

وصدمة الواقع الأميركي مختلفة تماماً عن عمق التحليل والرأي لدى النخب البريطانية بالنسبة للديمقراطية في الكويت ومستقبلها وابعادها الاجتماعية والثقافية والسياسية، فالمشهد لهذه النخب ليس ضبابياً كما هو الحال في أميركا ومعظم سياسييها وفي الإعلام الأميركي أيضاً.

المغالطات بحسابات تحرير الكويت لدى الإدارة الأميركية الجديدة قد تجد لها أكثر من صدى أميركي كما حدث من صخب في الكويت حين تأثر الخطاب الدبلوماسي بلغة الأرقام، ولبى نداء الاشتباك مع وزير التجارة لوتنيك مما أدى إلى اختلال الميزان السياسي.

ضمن المشهد الحالي للإدارة الأميركية الجديدة تبرز لغة أرقام غير مسبوقة أو صورة حسابات صادمة مع حليف استراتيجي كان له دوراً مؤثراً في تحرير الكويت كما هو حال بريطانيا ودول التحالف الأخرى، لكن الحسابات الأميركية مختلفة تماما عن غيرها!

لغة الأرقام حتماً ستجد لها جماهير أميركية متحفزة لحسابات مالية استثنائية حتى لو كانت خارج المعادلات العلمية والواقعية، وفتح مورد جديد للميزانية وتقليل العبء على دافع الضرائب على عكس نضوج الرأي العام البريطاني والأوروبي غير المتطرف.

قد نصل إلى التناقض الزائف أو واقع تناقضات سياسية صادمة بين حسابات تحرير الكويت، والأثر النفسي والاجتماعي لأهالي الضحايا من الشعب الأميركي وربما يصل الأمر إلى مناقشة تعويض الكويت للأهالي مقابل مساومات سياسية مباشرة، واشتباكات إعلامية معلنة!

منطق الرئيس الأميركي ترامب يمكن أن يقود إلى تعلق عاطفي للرأي العام الأميركي في منطق الإدارة الجديدة، وقد تتشابك المصالح وتتعقد إلى درجة اهتمام إعلامي استثنائي في ملف الديمقراطية في الكويت ومستقبلها.

في هذا الظرف الأميركي الاستثنائي يمكن أن تكون جميع الاحتمالات قائمة بما في ذلك احتمالات المساومة الإعلامية والسياسية، وانحراف في اللغة الدبلوماسية والحوار، وتلاقي مبالغة الرئيس ترامب مع قوة أخرى مؤثرة في دوائر القرار السياسي الأميركي لأغراض مالية وأخرى ديمقراطية! 

سيظل ملف الديمقراطية في الكويت محل نقاش ومراجعة من قبل بريطانيا والغرب عموما، لكن التدخل الأميركي في هذا الملف لن يكون مروراً عابراً وناعماً؛ لذا لابد من قراءة مستقبلية لكل الاحتمالات عن "الكويت...تحالف أو لا تحالف"!

*إعلامي كويتي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.