نيويورك: أعلنت شركة بوينغ المصنّعة للطائرات أن شركتي طيران الرياض والخطوط الجوية السعودية قدّمتا طلبية للحصول على 39 طائرة من طراز "787 دريملاينر" للمسافات الطويلة لكل منهما، وطرحتا احتمال شراء 43 طائرة إضافية لكليهما، أي 121 طائرة في المجمل.
ومع احتساب الطائرات الـ43 الإضافية المحتمل شراؤها، ستكون هذه الطلبية خامس أكبر طلبية من حيث القيمة تتلقاها شركة بوينغ التي لم ترغب بتحديد قيمة الصفقة ولا كيف ستُقسّم الطائرات بين طرازَي "9-787" و"10-787".
وبحسب البيت الأبيض، فإن قيمة الطلبية تصل في الإجمال إلى 37 مليار دولار.
وقالت بوينغ في بيان إن "هذا الاتفاق يندرج في إطار الخطة الاستراتيجية السعودية الأوسع الهادفة إلى تحويل البلاد إلى مركز عالمي للطيران".
وأشارت الشركة إلى أن المملكة العربية السعودية تتطلع إلى أن تنقل من خلال شركتَيها للطيران، 330 مليون راكب سنويًا وتستقبل مئة مليون سائح بحلول العام 2030.
أهداف طيران طموحة
تسعى السعودية إلى تحقيق أهداف طيران طموحة كجزء من "رؤية 2030" الإصلاحية الواسعة النطاق لولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأعلنت السعودية الأحد إطلاق ناقل جوي جديد تحت اسم شركة "طيران الرياض"، تعود ملكيّتها لصندوق الاستثمارات العامة وهو صندوق الثروة السيادية.
وأشار رئيسها التنفيذي توني دوغلاس في مقابلة على قناة "سي إن بس سي" إلى أن "طموح المملكة هائل" مع اعتزام الشركة خصوصا إطلاق رحلات تصل إلى أكثر من 100 وجهة حول العالم بحلول العام 2030.
وأضاف "ستكون هناك طلبيات أخرى".
وتأمل الخطوط الجوية السعودية التي تشغل حالياً 93 طائرة إيرباص و51 طائرة بوينغ، وفقاً لموقعها الإلكتروني، في توسيع شبكتها من خلال زيادة حجم أسطولها.
تتمتع شركات الطيران السعودية، مقارنة بمنافساتها طيران الإمارات أو الاتحاد أو الخطوط الجوية القطرية، بالقدرة على الاعتماد على سوق محلي يبلغ حوالى 35 مليون نسمة.
تلبية الطلبية
من جهته، أكد رئيس بوينغ ديف كالون لـ"سي إن بي سي" أن الشركة التي تعاني حالياً من أجل زيادة الإنتاج بسبب موردين ما زالوا متضررين بتداعيات الجائحة، ستكون قادرة على تلبية الطلبية.
وقال "الوضع يتحسن" و"نحن مقتنعون (...) بأننا سنكون قادرين على الوصول إلى معدلات الإنتاج" التي حددتها المجموعة لنفسها نهاية العام 2022، وهي بناء 10 طائرات من طراز بوينغ 787 شهرياً بحلول العام 2025 أو 2026. وأكد أن الطلبيات الواردة من الشركات السعودية مدمجة في هذا الهدف.
لكن الشركة المصنعة لم تحدد موعد تسليم الطائرات.
كما لم تذكر كيف تم تقسيم الطلبيات بين الإصدارين "9-787" و"10-787". ويباع هذان الطرازان على التوالي مقابل 292 مليون دولار و338 مليون لكل طائرة وفقاً لأسعار الكتالوغ الأخيرة التي أرسلتها بوينغ عام 2019.
من ناحية أخرى، أشارت بوينغ إلى أن كل الطائرات ستكون مزودة محركات جنرال إلكتريك.
العلاقات السعودية الأميركية
وأشاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بليكن بالاتفاق، مشيراً إلى أنه أعقب "نقاشات استمرّت سنوات لا سيّما مع مسؤولين أميركيين".
ويشكّل الإعلان دليلاً على تحسّن العلاقات بين واشنطن والرياض بعدما حذّر بايدن العام الماضي من "عواقب" في معرض إبدائه خيبة أمله إزاء قرار السعودية خفض إنتاج النفط.
وجاء في بيان للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي "قلنا مراراً إنها شراكة استراتيجية، هي كذلك منذ ثمانية عقود، وعلى غرار أي شراكة أو صداقة تشهد تقلّبات".
وتابع "نتطلّع إلى أن تخدم هذه الشراكة الاستراتيجية حقاً وبكل الطرق الممكنة مصالح أمننا القومي هناك في المنطقة وحول العالم".
من جانبها، شددت السفارة السعودية لدى الولايات المتحدة على أن الطلبية "تعيد تأكيد العلاقات التجارية الوثيقة بين المملكة والولايات المتحدة".