مونتميلو (إسبانيا) : يسعى بطل العالم الهولندي ماكس فيرستابن الى مواصلة انتفاضته تزامناً مع عودته الى مسرح انتصاره الأول في بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، وذلك حين يخوض في عطلة نهاية الأسبوع جائزة إسبانيا الكبرى على حلبة مونتميلو في برشلونة.
وبعد بداية موسم صعبة وانسحابه من سباقين من أصل الثلاثة الأولى بسبب مشاكل ميكانيكية في سيارة ريد بول، عاد فيرستابن بقوة بعد فوزه بالسباقين الماضيين في جائزتي إيميليا رومانيا الإيطالية وميامي الأميركية، ما سمح له بتقليص الفارق الذي يفصله عن سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو الى 19 نقطة.
ويدخل الهولندي الآن الى الجولة الخامسة واضعاً نصيب عينيه مواصلة صحوته وتحقيق فوزه الرابع للموسم والثالث توالياً للمرة الثانية فقط في مسيرة ابن الـ24 عاماً بعد 2021 حين فاز بجوائز فرنسا والنمسا وستيريا (على الحلبة ذاتها).
والآن، يعود الهولندي الى حلبة أدخلته تاريخ الفئة الأولى عام 2016 حين بات عن 18 عاماً و228 يوماً أصغر سائق يفوز بإحدى جولات بطولة العالم.
وفي ظل معاناة فريق مرسيدس وسائقه البريطاني لويس هاميلتون الذي احتكر لقب السباق الإسباني خلال المواسم الخمسة الماضية، يبدو فيرستابن مرشحاً لتكرار سيناريو 2016.
وقال الهولندي "لدي الكثير من الذكريات الجميلة من هذه الحلبة حين حققت فوزي الأول، عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري. نأمل المواصلة على الوتيرة التي بنيناها في السباقات القليلة الماضية وأن نحقق بداية جيدة لعطلة نهاية الأسبوع".
وتابع "لقد عشنا أسبوعاً رائعاً في ميامي. حظيت ببعض الوقت مع عائلتي منذ السباق وأتطلع الآن للتسابق مجدداً".
وعلى غرار فيرستابن، عاد زميله المكسيكي سيرخيو بيريس الى بلده بعد سباق ميامي لكن ليس للراحة بل لاستقبال مولوده الجديد إميليو الذي يمنحه سبباً إضافياً شخصياً لتحقيق نتيجة جيدة الأحد في مونتميلو وفق ما أفاد.
لكن مهمة ساينس وزميله الهولندي لن تكون سهلة في ظل رغبة فيراري بالعودة الى سكة الانتصارات بعد اكتفاء لوكلير بالمركزين السادس والثاني في السباقين الماضيين وانسحاب زميله الإسباني كارلوس ساينس في اثنين من السباقات الثلاثة الماضية.
وكما حال الفرق الأخرى، سيحل ريد بول وفيراري في كاتالونيا مع مجموعة كبيرة من التعديلات الهادفة الى تخفيف الوزن وتحسين الأداء.
ويبحث فيراري عن أيجاد حلول لمعالجة المشكلة التي عانى منها في ميامي من حيث ضعف أداء "أف1 75" في المنعطفات البطيئة.
وقال الفريق الإيطالي أنه يبحث عن أجوبة لسبب تبخر أفضليته في المنعطفات البطيئة التي تمتع بها في بداية هذا الموسم.
واختلفت سيارتا فيراري وريد بول على صعيد الخصائص والإعدادات خلال المراحل الأولى من هذا الموسم.
واختار ريد بول اعدادات منخفضة الجر والارتكازية على سيارته "آر بي18"، ما منحه الأفضلية على صعيد السرعة القصوى والمنعطفات عالية السرعة.
في المقابل، اعتمد فيراري على اعدادات عالية الارتكازية والجر ما سمح له بالتمتع بأداء أفضل في المنعطفات المتوسطة والمنخفضة السرعة، إلى جانب مناطق التسارع.
لكن ذلك الاختلاف بين السيارتين لم يكن واضحاً في ميامي، ما دفع الفريق الإيطالي الى إبداء تعجبه من هذا التحوّل، لاسيما أن سيارة ريد بول واصلت أيضاً التمتع بأفضليتها على الخطوط المستقيمة.
سرية تُحيط بجديد فيراري
وقال مدير فيراري ماتيا بينوتو "استخدمنا ارتكازية أكثر قليلاً على صعيد تصميم الجناح الخلفي، وافتقرنا لبعض السرعة على الخطوط المستقيمة، لكن ذلك عادة ما يسمح لنا بأن نكسب المزيد من الثواني في المنعطفات".
وأضاف "أعتقد بأن ذلك استمر في ميامي حيث كنا أسرع في المنعطفات 5 و6 و7، لكن لم ينطبق ذلك في المنعطفات البطيئة جداً: 11، و12 و13"... أعتقد بأنّ ذلك يعود الى حقيقة أن التحديثات التي جلبوها في السباقات الماضية جعلت سيارتهم أسرع بكل بساطة".
من جهته، رأى مدير ريد بول كريستيان هورنر أن هناك فوارق أداء طفيفة بين فريقه وفيراري نتيجة تفاصيل صغيرة، موضحاً "يتقلّب الأداء من حلبة الى أخرى. أعتقد بأننا بذات الأداء. أعتقد بأن الأمر يتمحور حول تقديمك لأفضل سباق ممكن، وكنا مختلفين للغاية عن فيراري على صعيد الاستراتيجية هنا (في ميامي)".
ويبقى معرفة حجم التعديلات التي أدخلها فريق فيراري على سيارته وسط تكهنات عديدة حيال التحديثات، لاسيما بعد التعتيم الإعلامي الذي فرضته الحظيرة الإيطالية الأسبوع الماضي على جلسة تصوير السيارة على حلبة مونتسا من دون شعار شركة "كاسبرسكاي" الروسية.
وفرض الفريق الإيطالي إغلاقاً تاماً في حلبة مونتسا حيث استعان بحراسة أمنية مشددة لمنع أي دخول أو تجسس أثناء جلسة التصوير، مع استحداث حواجز على طرفي الحلبة لمنع رؤية أي تفاصيل من السيارة.
وهناك حديث عن تغييرات كبيرة تطال أرضية "أف 1 75"، في حين أشارت تقارير الى أن سيارة ريد بول خسرت سبعة كيلوغرامات من وزنها.
حتى الآن، ما زال فريق مرسيدس الأكثر تضرراً من القوانين الفنية الجديدة التي طبقت على سيارات هذا الموسم، ولم يتمكن حتى الآن من إيجاد حل لمشكلة الارتدادات على الحلبة.
ورغم ذلك، كشف المدير النمسوي للفريق توتو وولف بأن حاملي لقب الصانعين لن يدخلوا هذا الأسبوع تعديلات جذرية على تصميم "دبليو 13"، لكن بعد برشلونة "علينا أن ننظر في المرآة وأن نتساءل: هل أخطأنا؟".
وقد يواجه هاميلتون مشكلة مرة أخرى بعيداً عن أدائه المتواضع على الحلبة مقارنة بزميله الجديد مواطنه جورج راسل الذي يتقدم بطل العالم سبع مرات بفارق 23 نقطة بعد خمسة سباقات، إذا ما أصر على تحدي قرر حظر ارتداء الحلي خلال التسابق.