: آخر تحديث

أين أنت: "يا قاسيون"!!

58
63
47
مواضيع ذات صلة

بعد أن ظهر بشار الأسد مكتوف اليدين وأستجد إحساس بأنه عازماً على إنتقالة سياسية في سوريا وأنه سيخرج من القيد الإيراني وسيرفع علناً وبصوت مرتفع ذلك الشعار الذي يبدو أنه قد بات مهترئاً أيْ: "أمة عربية واحدة.. ذات رسالة خالدة" بعدما زاره الموفد الإيراني والمؤكد وليس أغلب الظن أنه قد أبلغه تهديداً بأنّ عليه أن يتخلى عن هذه القصة وإلّا فإن مصيره سيكون: "كمصير أمُّ عامر"!!. 

وهذا يعني إن سوريا، التي كانت نبراس الأمة العربية وكان شاعر العروبة المبدع الكبير خليل خوري يتغنى بها بتلك القصيدة الجميلة التي يبدو أنه قد تم شطبها في عهد الإبن والأب غير الميمون: من قاسيون أطل يا وطني فأرى دمش تعانق السحبا.. آذار يدرج في مرابعها.. والبعث ينثر فوقها الشهبا!!. 

إنّ سوريا هذه التي تغنى بها خليل خوري وحقيقة وتغنى بها معظم كبار شعراء العرب "الفحول حقاًّ" ها هي قد عادت لتنكمش على نفسها بعدما جاءها الموفد الإيراني فارعاً ودارعاً.. وأبلغ الرئيس الأسد بأن عليه أن ينسى كل ما قاله وأنّه لا قرار في هذا المجال ولا في غيره إلّا القرار الذي يصدر من الولي الفقيه ووفقاً لما كان قاله: "آية الله العظمى" آية الله الخميني وتمسك به علي خامنئي رغم أنه يقول أنّ أصوله عربية وأنه ينتمي إلى آل البيت.. والله أعلم!!.  

وهنا فإنّ الموجع لقلوب الذين يتمسكون فعلاً وحقاًّ وحقيقة بمعتقدهم التاريخي أنّ عاصمة الأمويين وعاصمة: "القطر العربي السوري" قد أصبحت ولاية إيرانية وإنه مثلها مثل عاصمة العباسيين التي وصلت إلى كل هذه الأوضاع المأساوية التي باتت تغرق فيها العديد من الدول العربية ومن بلاد الأرز لبنان إلى اليمن الذي لم يعد سعيداً إلى كل هذا الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه بأنه الزمن الرديء!!. 

وهكذا فإن القطر العربي السوري لم يعد في حقيقة الأمر لا عربياًّ ولا سورياًّ وإنه لو أنّ الشاعر العروبي الكبير خليل خوري يستيقظ من سباته لكان تخلىّ عما قاله ولقال وهو يتنفس الصعداء: من قاسيون أطل يا وطني فأرى عاصمة الأمويين يسيطر عليها الفرس الإيرانيون الذين يسيطرون على بغداد أيضاً وعلى كل هذه العواصم التي باتوا يسيطرون عليها.. ومن المحيط إلى ما بعد الخليج.. وحتى إلى بعض الدول العربية الإفريقية!!. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في