: آخر تحديث

باقة من صوف

0
0
0

سهوب بغدادي

فيما تعني كلمة باقة العديد من الأشياء مجتمعة في آن واحد أو مجموعة متكاملة من الخدمات أو المنتجات مثل باقة الهاتف أو باقة السفر، كذا تدل على الحزمة سواء كانت زهورًا أم أعشابًا، إذ جرت العادة في الأخيرة أن تُهدى في أغلب المناسبات السعيدة -أدامها الله علينا وعليكم- كلفتة لطيفة وبادرة جميلة بين الأحباب والأصدقاء والمعارف، فهي بمثابة رمز للمشاعر الدفينة التي قد لا يتمكن من أهداها من التعبير عنها بشكل مباشر، أو نسج المعاني المناسبة في الوقت المناسب، لذا تأتي باقة الورد لتسد محل الكلمات والعبارات والمشاعر وإن كانت بديهية كالحب والتقدير والشكر بل الاعتذار أحيانًا، فالشخص المُهدى إليه يعي ما يحمله الشخص المقابل من مشاعر إلا أن الباقة تصل بمثابة تذكير وتذكار مجدد للعهد والوعد، في هذا الموضع، لفتتني صورة عابرة على إحدى المنصات المندثرة حين مررت بصورة لامرأة كبيرة في السن تحمل باقة من حزم الصوف الملونة وقد علت الابتسامة محياها، إنها باقة غير معتادة وفريدة من نوعها اختيرت خصيصًا لشخص مميز في حياة شخص آخر، قد يكون ابناً أو حفيداً أو زوجاً، وكل شخص له قصة وعمق وبعد مختلف من المشاعر، كم هو جميل أن تتجسد المشاعر والذكريات والعرفان في غَرضٍ ملموس نضعه بين يدي من نحب ونستثني عن البشر، والأجمل أن نجمع الباقة بعبارات أصيلة تعكس ما في القلب حقًا.

لا تنسَ أن تهدي نفسك باقة مما تحب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد