: آخر تحديث

غزة... اليوم التالي!

4
2
2

عبدالعزيز الفضلي

راهن العديد من العرب والغرب، على غياب وإقصاء «حركة المقاومة الإسلامية» (حماس) عن إدارة قطاع غزة في اليوم التالي من انتهاء الحرب، فهل كسبوا الرهان؟

في الحقيقة، خاب ظنهم، وخسروا رهانهم.

فمنذ اليوم الأول كانت «حماس» هي التي تدير المشهد، فقد نزلت إلى الشوارع لضبط الأمن الداخلي.

وهي التي قامت بحماية قوافل المساعدات، ولاحقت المجرمين والعملاء، وهي التي نظّمت وأمّنت تسليم أسرى الاحتلال، وهي التي نظّمت إصلاح الطرق وإعادة تأهيل البنى التحتية.

بل حتى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صرّح بنفسه عندما سُئل عن دور «حماس» بعد انتهاء الحرب، بأنه «تم تركها لتعمل على إنهاء المشاكل في غزة، وكُلّفت (حسب قوله) بضبط الأمن بعد الدمار الهائل».

نحمد الله تعالى على انتهاء الحرب وتوقف الإبادة الجماعية، والتي سيكون من الصعب العودة لها من جديد، حسب رأي العديد من المحللين السياسيين والذين يستندون في رأيهم على أمور عدة، منها أن الرئيس الأميركي لن يسمح بعودتها بعد أن صرّح مرات عدة بأن «الحرب انتهت».

والأمر الآخر أن الخسائر الكبيرة التي تكبدها الكيان المحتل في الأفراد والمعدّات، تجعله سيتردد بالعودة للقتال، حيث إنها أكبر خسارة يتعرّض لها في جميع حروبه مع العرب، فلقد قتل 1152 عسكرياً ما بين ضباط وجنود، وتم استهداف وتدمير 1680 آلية عسكرية، وتجاوزت تكاليف الحرب أكثر من 100 مليار دولار.

يتساءل البعض عن إمكانية التطبيع مع الكيان الصهيوني، خصوصاً بعد احتفالية شرم الشيخ والتي حضرها الرئيس الأميركي، وتم فيها توقيع دول عدة على ميثاق إيقاف الحرب.

أعتقد أن التطبيع سيكون أصعب خصوصاً بعد الإبادة الجماعية التي قام بها الكيان الصهيوني بقيادة النتن، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 200 ألف فلسطيني، أكثر من الثلثين هم من النساء والأطفال.

كما أن آخر مؤتمر للدول العربية والإسلامية، أكد أنه لن يتحقق السلام إلّا بحل الدولتين وعودة الأراضي التي تم احتلالها عام 1967 إلى السيادة الفلسطينية والعربية، وهو ما لن تقبله حكومة الاحتلال.

من المهم أن تستثمر الدول العربية والإسلامية، الدعم الدولي من أجل تحقيق مكاسب للقضية الفلسطينية، وعليها أن تحمي سلاح المقاومة، لا العمل على نزعه، لأنه سلاح مشروع دولياً، ولأنه الذي أجبر الكيان الصهيوني على إيقاف الحرب والإبادة الجماعية.

X: @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد