عبدالله خلف
سوريا ذات المكانة التاريخية العريقة، احتضنت في كل حقبة زمنية، حضارة، وتشهد بذلك مآذنها ومساجدها، وكنائسها، حتى عُرفت بفاتيكان الأرثوذكس، وكانت انطاكية هي قبلة المسيحيين الشرقيين الارثوذكس، وقد احتلتها تركيا في ثلاثينات القرن الماضي.
وسوريا التي تحمل آثار العُهود الاسلامية، تعرّضت لدمار شامل من أهلها وأعدائها.
سوريا بوابة الشرق، والجولان قلعتها. فقد وصفت الآداب الشرقية، الدولة السورية بأنها «مفتاح العالم الشرقي»، كما قال المؤرخ السوري قدري القلعجي، والجولان «مفتاح الشرق الأدنى».
أما الجنرال الفرنسي غورو، الذي قصف دمشق بالمدفعية فجر 24 يوليو 1920، فقال حين اعتلى مرتفعات الجولان المطلة مباشرة على دمشق بجُرْفٍ حادٍ صخري شبه عمودي، وتطل على منطقة منبسطة فيها بحيرة طبريا، «إن من يحكم هذه المنطقة يتحكم بدول الشرق الأدنى كلها».
وحين قام الصهيوني هوارس مائير، عام 1922 بزيارة هضبة الجولان بصفته سائحاً أوروبياً، رأى أن مستقبل فلسطين بأكمله، سيكون في يد الدولة التي تُسيطر على نهري الليطاني واليرموك ومنابع نهر الأردن في الجولان.
أما القائد العسكري الإنكليزي مونتغمري، الذي هزم القوات الألمانية بقيادة رومل (ثعلب الصحراء) في العلمين، في نهاية الحرب العالمية الثانية، كان قرر أنه ما لم يتمكن من صدّ رومل في العلمين، عليه أن يتقهقر بقواته عبر مصر وفلسطين إلى أن يحتمي بالجولان كخط دفاعي أخير لقوات الحلفاء.
إلا أن مونتغمري، تمكن من صد الهجوم الالماني وهزم قوات رومل، لأن المستعمرات البريطانية تحيط به وتمده بالذخيرة والمواد الغذائية.
وكانت قواته تتطلع إلى الجولان كقلعة حامية منذ الحرب العالمية الأولى، لذا سعت إسرائيل لأن تكون وجهتها الأولى للهيمنة على كل المنطقة، فلسطين وسوريا والأردن ولبنان، وان تتخذ المرتفعات قلعة طبيعية حصينة فيها وفرة من المياه النقية.
وجاء في كتاب «أسرار سياسية عربية» للاستاذ الإعلامي عبدالهادي البكار، الفصل السابع ابتداء من صفحة 311 عن أهمية موقع الجولان الإستراتيجي والغذائي والمائي... قال بن غوريون بعد موافقة إسرائيل على التقسيم ورفضه العرب، «سنهيمن على المنطقة المحيطة بنا».
وبعد 19 عاماً استولت إسرائيل على الجولان. وعندها قال موشى دايان «إن الاستيطان هو جوهر الصهيونية».
وبعد أن احتلت المرتفعات السورية، ابتلعت الضفة الغربية لنهر الأردن. وقال إسحق شامير، حين كان وزيراً للخارجية، «إننا نعتبر الأردن دولة فلسطينية».