حمد الحمد
من أجمل الدراما، مسلسل «طاش ما طاش». وأذكر حلقة أعجبتني كثيراً وهي طريفةٌ، وقصتها فريق كرة قدم تدنى مستواه وطلب أن يستقدم اثنين من اللاعبين من أفريقيا، وفعلاً تم استقدامهما لكن في التدريب اكتُشف أن اللاعبين، يلعبان كرة سلة وليس قدم!
ما أعنيه أن ما يثير الاستغراب، أن دولنا في الخليج عندما تريد استقدام أجانب لتطوير أي منظومة، لا تستقدم إلا في مجال الكرة فقط... قدم وسلة وطائرة، مدربون ولاعبون، وتصرف لهم رواتب بمبالغ خيالية من المال العام، ولكن لا نستقدم خبراء في أمور أهم، مثلاً التعليم أو المرور أو مجالات أخرى نتعايش مع إشكالياتها.
كنا في ديوانية صباحية، وقد تأخر أغلب الرواد بسبب زحمة المرور، لهذا هل بإمكاننا أن نستقدم خبراء في هذا المجال المهم، حيث لم تكن الزحمة صباحية، إنما حتى في الفترة المسائية، وأصبحت الطرق السريعة ليست سريعة.
أنا ورواد ديواننا من المتقاعدين، قد نتحمل الزحمة، لكن المعاناة يعيشها الموظف الذاهب لعمله، أو الطالب المتوجه لجامعته، أو المواطن المسرع لموعد طبيب أو مستشفى، أو سيارة إسعاف تنحشر في طريق مزدحم.
ما أعنيه هو... لماذا لا نستقدم خبراء أجانب من الدول المتقدمة للاستفادة من تجاربهم في حل أزمة المرور التي تتفاقم يوماً بعد يوماً. وأذكر في إحدى الدول من شمال أوروبا وضعت ضوابط وقوانين، وتمكنت من تخفيض التلوث من عوادم السيارات بنسبة 40 % وكذلك أصبحت الطرق سالكة وخف الازدحام المروري.
وأنا أكتب هذا المقال، مازال في ذاكرتي العام الماضي وأنا أقود سيارتي في طريق المطار، إلا وتصدمني سيارة من الخلف بقوة، وانقلبت سيارة من ارتكب الحادث الذي سبب لي خسارة مادية...
لكن اكتشفت أن من صدمني هو شاب يتعاطى مخدرات حينها. السؤال: هل مَن يتعاطى المخدرات يسمح له بالقيادة؟ لا أعرف!
أمر آخر... نشكر وزارة الداخلية على التشدد في تطبيق قوانين المرور. إلا أننا في هذه الأيام نلاحظ بعض الشباب ينطلقون في الطرق يسابقون الريح بسرعات عالية جداً، وهم خطر على أنفسهم وعلى الآخرين، فمن يوقفهم؟ لا أعرف!
نعم، يطيش المخ من الزحمة المرورية، لهذا أقترح استخدام خبراء من الخارج لحل هكذا مشكلة... استخدام خبراء كهؤلاء أفضل من استخدام خبراء في الطمباخية.
والله من وراء القصد.