: آخر تحديث

وين عيالنا؟

2
2
2

حمد الحمد

سمعت أن الرئيس دونالد ترامب اجتمع أخيراً مع مدراء شركات التكنولوجيا الأميركية، واستاء عندما اكتشف أن أغلب المدراء، من الهنود المتجنسين وليس من عيال الأميركيين ذوي العيون الزرق وكأنه يقول «وين عيالنا»؟! لهذا هو حالياً في محاولات للحد من هجرة الهنود في التخصصات المذكورة.

السؤال لماذا الهنود احتلوا تلك المواقع المهمة؟ هل هم أذكى من غيرهم من البشر؟ طبعاً لا، ولكن السبب يعود إلى أن الهند استثمرت في التعليم المهني والتقني منذ الخمسينات، حيث أسست معاهد عدة للعلوم والتكنولوجيا، لا تخرج إلا العباقرة الذين تسربوا للعالم ليصنعوا النقلة النوعية في التقدم التكنولوجي في شبكات النت والمعلوماتية.

كذلك دول أخرى جعلت التعليم، ليس من أجل التثقيف، وإنما من أجل إيجاد فرص عمل... يقال التعليم في الفلبين من أجل حاجة السوق، فهناك معاهد للوظائف المساندة في كل المجالات، ولهذا يكون التدريس لتخريج فنيي أشعة، ممرضين، كل الوظائف المساندة في المستشفيات والمصانع، وحتى معاهد لخدم المنازل وغيرها...

ولهذا عندما تتجول في مستشفى تجد أغلب تلك الوظائف يحتلها الهنود ومن الفلبين، وهي وظائف مطلوبة في الداخل والخارج.

التعليم عندنا في الكويت والخليج، انتقل من نظام الكتاتيب إلى تعليم حديث، ولكن استمر على نهج الكتاتيب وهو الحفظ والتلقين، ولكن لا يؤهلك لوظيفة ما... هنا ما فائدة أن أحفظ قصيدة لأحمد شوقي، ولماذا لا أحاول أن أفهمها فقط؟ أو لماذا احفظ حديثاً، ولا أفهم معناه فقط، الحفظ موهبة ليست لدى كل إنسان، لهذا تتخرج (وتبتلش) بك الحكومة وأسرتك.

أنا لا أعرف كيف تستطيع دولنا أن تستوعب آلاف الخريجين في السنوات القادمة ونجد لهم فرص عمل حيث من المؤكد أن تعليمهم لا يراعي حاجة السوق.

في منتصف السبعينات التحقت بمدرسة في لندن لتعليم اللغة، واستغربت أن المدرس ليس لديه منهج ولا كتاب مقرر، إنما كل صباح يدخل علينا ومعه جريدة الصباح ويطلب منا القراءة وفك الكلمات، ومن تلك القراءة التي تلامس الواقع اليومي، تعلمت الكثير ومازالت كل كلمة تعلمتها في ذاكرتي.

في عام 1965 عرضت في الكويت مسرحية بعنوان «عنده شهادة» من تأليف أستاذنا المبدع عبدالعزيز السريع، بمعنى قبل 60 سنة، وفي الحقيقة كان عندنا مفهوم في ذلك الوقت أن من معه شهادة فأموره ميسرة ودربه سالك.

الآن كل مواطن لا يفكر في أولاده، إنما في أحفاده وهم حالياً على مقاعد الدراسة هل سيجدون فرص عمل؟... تفكير يؤرق الحكومة والفرد!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد