: آخر تحديث

كيف تخفّف من قلقك؟

3
2
1

القلق لا يغيّر الغد، هو فقط يفسد اليوم.. ويعكّر كل لحظات سعادتك ويفتتها ويخفيها وراء الخوف من الغد.

لا يمكن ان ننكر ان القلق من الغد أصبح شعوراً يكاد يكون جماعيًا، لأن الإنسان بطبيعته يخاف المجهول، وإذا أحاطت بهذا الخوف الفطري ظروف سياسية غير مستقرة، وأزمات اقتصادية خانقة، ومشاكل اجتماعية وضغط بيئي وانتشار أمراض، فهنا يقتم المستقبل ويصبح وكأنه «باب مظلم غامض»، يقلقنا ماذا سيخرج منه.

الغد غير معلوم، وهو غير مضمون، ونحن لا نملك تغيير تفاصيلة وفق ما نرغب ونطمح، وتلك هي حقيقة لا تتغير، ونحن نعلم ذلك جيداً، إلا اننا نملك تغيير كيفية استقبالنا له، وفق قدراتنا وطاقاتنا.

خياران امامنا في هذه الحالة، إما ان نرهق أنفسنا بالتوقعات والسيناريوهات السلبية، أو ان ننشر الطمأنينة والايمان داخلنا، لنستعد للغد بكل احتمالاته، ما يخلق داخلنا القدرة على المواجهة لكل القادم، بغض النظر عن شكله.

لماذا نقلق؟

كثرة الأزمات التي تحيط بنا، بأنواعها السياسية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية، كلها تبث الشعور بعدم الاستقرار، ما يجعل مستقبلنا غامضاً وغير واضح.

يساهم الإعلام بكل أشكاله، بما فيه وسائل التواصل الاجتماعي، في تناقل الأخبار وتتبع أدق تفاصيل الأزمات، مع كل البهارات التي تضاف إليها، وفق سياسة وأهداف كل طرف من أطراف هذه الشبكات الإعلامية، كلها تساهم في الشعور بحالة اللااستقرار والخوف والقلق.

كما أن المقارنات مع الآخرين، الذين يتمتعون بحالة أفضل من الاستقرار أو النجاح على المستوى السياسي او الاقتصادي او الشخصي، تساهم وتزيد في إثارة القلق حول المستقبل الشخصي للإنسان في كل مكان من عالمنا.

كيف نستطيع تجاوز هذا القلق او الخوف «قدر الامكان»؟

علينا ان نتدرب على التركيز على الحاضر بتفاصيله الجميلة، او حتى غير المرضية بنسبة عادية، فالقلق لا يغيّر الغد، لكنه يفسد اليوم.

علينا ان نتعلّم تقنيات بسيطة غير مُكلفة، للحد من هذا القلق وتهدئة العقل.

أولها التقليل من متابعة الاخبار التي تزيد من قلقنا، اذا كنا من الفئة التي تتابع كل تفاصيل هذه الاخبار واحداثها، ما يساهم في تقليل جرعة الاخبار السلبية وتضخيم المخاوف منها، ثم ممارسة رياضات ممتعة وتمارين التنفس والتأمل، التي تساعد كلها في تهدئة العقل، كذلك التمتع بإنجازاتنا مهما كانت صغيرة وبسيطة، فتسليط الضوء عليها والتركيز في تفاصيلها والاستمتاع بكل جزئية فيها، أفضل ما نقوم به بحق أنفسنا.

العلاقات الاجتماعية والدعم الأسري وامن محيط لأصدقاء تخفف كثيراً شعور الوحدة في مواجهة كل المحيط الضيق والأوسع في حالة الأزمات.

ويساهم البعد الديني، مثل التوكّل على الله، والدعاء واليقين بأن ما كُتب للإنسان سيجده حتماً، في بعث الطمأنينة في نفوسنا، وهذا أفضل بكثير من الغوص في التحليلات والاستنتاجات التي قد لا تصحّ أبداً.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد