عبده الأسمري
من يرى ما تتداوله «وسائل التواصل الاجتماعي» وما تتناقله الرسائل البشرية يصطدم بحجم الخذلان البائس و»مستوى» النكران المؤلم الذي يتصدر «المشهد» مما يؤكد وجود «خلل» في التركيبة النفسية بين بعض فئات من هؤلاء ويستدعي تحليل «المشهد» وفق الهوية النفسية والهيئة السلوكية والتي باتت «ظاهرة» تستدعي البحث والدراسة.
ينكص العديد من البشر إلى «زمن الطيبين» كدلالة على اتجاهات «ثبات» تجاوزت حيز «الاستدامة» واتجهت إلى تغيرات مؤلمة تركزت على «سطوة» المصالح وحب «الذات» واندمجت مع «مؤثرات» الحسد والكره ووصلت إلى مستوى من «الحقد» تجلى في «مواقف» ترسخت في أفق «العبرة» وحضر «الحذر» على أجنحة التوجس في التعاملات التي تحولت من «الإيثار» إلى «التأثير» على العلاقات الإنسانية من خلال إحلال «الأنانية» بديلاً للإنسانية التي تسهم في ديمومة الوصال واستمرار الود.
ليست القضية في ارتداد نحو «زمن مضى» كانت فيه الأرواح متماسكة نظير الالتزام بمبادئ الأخوة وأواصر الصداقة وجسور الزمالة ومعاني المروءة وظلت على «ثبات» ساطع بالقيم رغم تعاقب «الأزمنة» عبر موجات دخيلة من «التبدل» وهجمات مستغربة من «التحول «.. ولكن الأمر يرتكز في «الإنسان» ذاته ونفسه المتأرجحة ما بين «نفس أمارة بالسوء» وأخرى «لوامة» وثالثة «مطمئنة» ظلت في حيز «الغموض «.
هنالك الكثير من «القصص» التي تباينت ما بين «الفجائية» و»الدهشة» نظير اكتشاف الوجوه «الحقيقية» لبعض الأشخاص الذين أجادوا «لبس الأقنعة» وبانت «الحقائق» في صور «مؤلمة «من التنكر والتخلي ومشاهد «أليمة» من النكران والخذلان تورط فيها «فئة» كانت تجيد «أدوار» الزيف وتتقن مهارات «الخداع» أمام أخرى كانت تنظر للحياة من «زاوية واحدة» وتتشبث بالثبات وتقاوم كل «موجات» الظنون بتأكيدات شخصية قائمة على «حسن الظن» وماضية نحو «صفاء النية» لتصطدم بحواجز «صادمة» من التغير الذي كشف عن المعنى «الحقيقي» لإنكار الجميل وسوء الذات وخيبة «الفعل».
لم يكن لبس «الأقنعة» وليد لحظة أو صدفة أو ردة فعل بل إنه العنوان «الواقعي» لبعض الشخصيات التي تمضي في الحياة تحت شعار «التقمص» والتبدل والتزييف من خلال لعب «الأدوار» المنطلقة من «غلبة» المصالح على «هوية» السلوك ووصولاً إلى أهداف «محددة» تم «التخطيط» لها وفق «اقتناع» شخصي يمضي بالإنسان إلى «وجهات» متعددة يظل خلالها متخفياً خلف «رداء» الاحتيال والخداع.
يجيد «المتلونون» لبس «الأقنعة» ويتقنون تغييرها «وفق» ما تمليه عليهم «مصالحهم» وتظل ضمائرهم «غائبة» و»مستترة» خلف ستار «التخفي» من خلال «سلوكيات» تمضي في «اتجاهات» معتمة خارج «إطارات» الثبات.
هذا «التلون» والتخفي ينبئ بغياب «الضمير الإنساني» وحضور «الأنا» وفق هيمنة «المصالح» التي تصادر من «مساحة» الإنسانية مسلمات «الفطرة السوية» لتستبدلها بسلوكيات تتبدل وفق غلبة «الذاتية المفرطة» التي تشوه وجه «الحياة» الأصيل.
تعددت «الأقنعة» والهدف «واحد» من خلال «إقناع» الذات بالتخطيط لتوظيف استغلال الآخرين بواقع «الأحاديث الوهمية «و»العهود الواهية» والبحث عن اتجاهات «المصالح الشخصية» وتغيير بوصلة «التعامل» وفق «الأهواء» الذاتية التي تصادر من «مساحات» الحياة معاني الثبات والنبل والمروءة وتستبدلها بسمات التغير واللؤم والأنانية.