عبده الأسمري
ما بين «صلاح» الشأن و»انتصار» الذات بنى صرح «السمعة» على أركان من «الضياء» راسماً إمضاءات «النفع» على صفحات «الذاكرة» بروح «المتمكن» الذي حصد «التمكين» ونال «المكانة» بوقع «المعنى» وواقع «الهدف».
إنه وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب الأسبق الدكتور صالح أحمد بن ناصر، أحد أبرز الوجوه القيادية والإعلامية والرياضية في الوطن..
بوجه «مكي» التفاصيل «حجازي» التقاسيم تسكنه ملامح ودودة، وتؤطره مطامح جادة وسحنة «حنطية» تتشابه مع والده وتتكامل مع أخواله وعينان واسعتان تسطعان بنظرات «اللين» ولمحات «التواد» وشخصية لينة الجانب طيبة التعامل أنيقة الوصال باهية الطباع زاهية الطبع وأناقة تعتمر «الأناقة الوطنية» وصوت جهوري خليط من «لهجة مكاوية» عتيقة بحكم «النشأة» و»لغة وطنية» عميقة باحتكام «التنشئة» وعبارات تتوارد من «مخزون» رياضي وتتجلى من «مكنون» إعلامي قوامها حب «الوطن» ومقامها عشق «الحرفة» قضى بن ناصر من عمره خمسين عاماً وهو يؤصل معالم «الإعلام» ويوظف معاني «الرياضية» ويرسخ أهداف «الشباب» خبيراً ومتخصصاً وريادياً وقيادياً وضع اسمه في قوائم «الكبار» ورسخ صيته في مقامات «الاعتبار» في سيرة «عريضة» تجللت بمشاهد الوطنية وتكللت بشواهد المهنية.
في مكة المكرمة أطهر البقاع وأبهى الأماكن ولد عام 1943 في بيت أسرته «المتواضع» أسفل جبل جحيشة بحي «جرول» الشهير المجلل بالتاريخ والعراقة في صباح يوم ربيعي ملأ أرجاء الحارات «المكية» المتلاحمة في المسرات بأصداء «الفرح» وسطعت «قناديل» «النبأ» المبارك في أفق الزمن.
وتفتحت عيناه على أب كريم تعود أصوله إلى «قبيلة كندة العريقة» قطع «المفازات» من «وادي عمد» بحضرموت عبر الجبال والبحر لينهي رحلته «المسجوعة» بالكفاح في الحرم المكي «محرماً» معتمراً ليكمل «الحياة» في أم القرى وما حولها ويقضي عمره في الحجاز متوشحاً ذكريات الصبا وماكثا أمام محطات الرضا. وربي في حجر «أمه» بدرية القداح «السيدة الشامية» والتي تعود أصولها إلى مدينة «درعا» بسوريا.
نشأ الطفل «النابه» بين والديه وأخوين غير «شقيقين» من والدته وهما «عوض وعمر» وأخته «شيخة» من والده وكان هو «آخر العنقود» وسط الأسرة التي تشكلت من بيئات مختلفة وترابطت بواقع «الرحم» في «الأصول والفصول».
ركض صغيراً مع إخوته وأقرانه بين بساتين عثمان نوري وعبدالله السليمان وأحياء القشاشية والقشلة والشامية واستنشق عبق «الفواكه الحجازية» وظل يرسخ في ذاكرته «الصغيرة» منظر المطر ومشاهد السيول التي تمازجت مع ثرى «مكة» الطاهر واستعمرت وجدانه بجمال «المشهد» وجميل «الحدث».
تعتقت نفسه برحيق «السكينة» في أرجاء «البيت العتيق» وتشربت روحه رياحين «الروحانية» بين الحطيم ومقام سيدنا إبراهيم وارتوى بشربات «التقى» من ينابيع زمزم ومضى يسكب عبير «اليقين» في داخله من خلال «الصور الذهنية» الراسخة لمناظر «الحجاج والمعتمرين» والتي ألبست قلبه ببياض «الذكرى» ووشمت ذاته بصفاء «المحفل».
ارتهن صغيراً لتراتيل «مدهشة» تمثلت في سخاء روحاني قادم من تلك «الألحان السماوية» الصادحة من مكبرات البيت الحرام وظل يؤنس مساءاته بالتماهي مع أبعاد «الأخبار» من مذياع عائلته «العتيق وهو يستمع لإذاعات جبل هندي وصوت العرب ومضى يملأ «فراغات» النهم العلمي المبكر بقراءة الصحف والمجلات التي كانت تأتي من بيروت والقاهرة ومضى يقتص منها «أخبار الساعة» وحوارات المثقفين ومقالات المفكرين التي غمرت أعماقه بالمعارف والمشارف.
ترسخت في ذهنه «حكايات» السداد في قصص «الوجهاء» من عائلات السليمان والطبيشي والصبان وآل مبيريك وشطا وبن معمر الذين كانت عائلاتهم تسكن في «حي جرول العامر» وقرب «بئر طوى» الماكثة في أشراقة «الرسالة المحمدية» بواقع «الأحداث» ووقع «الأحاديث».
بدأ بن ناصر مسيرته في التعليم حيث التحق بالمدرسة الابتدائية الخالدية التي ضمت في جنباتها «أسماء بارزة» من رجال الدولة وظل والديه يتابعانه باهتمام بالغ وكانت مكافأته عند إنجازه لواجباته أن يخرج للعب مع أولاد الحارة أو الخروج مع أخويه إلى الشركة التي كانا يعملان بها، وظل يؤصل في عقله مقولة والده «الشهيرة» التي كان يرددها أمامه حين مراجعة دروسة (أريدك رجلا يا صالح) وعمل في آخر دراسته الابتدائية في «بيع البليلة» التي كانت تجهزها له والدته حتى تشرب معاني «الكدح» سراً وعلانية.
التحق بعدها بالمعهد العلمي عام 1955 وتخرج من «الدفعة الخامسة للمعهد».
ولأنه مسكون بطلب العلا طار إلى «الرياض» ليلتحق ضمن أول دفعه في جامعة الملك سعود عند افتتاحها ودرس بكلية اللغة العربية ومضى فيها عام واحد بمقرها «الكائن» بحي الملز ولكنه لم يكمل عامه «الأول» لرغبته السفر إلى «مصر» لإكمال دراسته وسافر في «أواخر» عام 1958 إلى «قاهرة المعز» وسط «وداع مهيب» لأخوته ووالديه أسقط دموعه في «يوم مشهود» استعمر متن ذاكرته.
التحق بجامعة القاهرة التي كانت مكتظة بالعلماء في حينها في تخصص «علم الاجتماع» وسكن في بدايات دراسته بمنزل سيدة مصرية تدعى «صفية» ثم انتقل مع زملائه إلى حي «العجوزة» وتم ضمه في العام الثاني إلى «بعثة دراسية حكومية» وأمضى في مصر خمسة أعوام وتخرج في صيف 1963 وعاد إلى أرض الوطن والتحق بالعمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية - المشرفة آنذاك على قطاع الشباب وتحت إدارة الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل على وظيفة مساعد مدير إدارة التعاون بالوزارة ثم صدر قرار نقل قطاع الرياضة والشباب من وزارة المعارف إلى «وزارة العمل والشؤون الاجتماعية» وتم تعيينه مديراً لإدارة رعاية الشباب حتى عام 1965 وقد سجل خلالها العديد من المنجزات ومنها تأسيس اللجنة الأولمبية السعودية ثم تم تعيينه مديراً عاماً لإدارة التنمية والخدمة الاجتماعية وفي عام 1967 تم ابتعاثه للدراسات العليا في أمريكا وحصل على الماجستير ثم الدكتوراه
وعاد عام 1976 وتم تعيينه على وظيفة «مدير عام التخطيط والتنظيم والأساليب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية» ثم انتقل إلى وزارة الإعلام وكيلا للشؤن الاعلامية ثم وكيلاً للوزارة للإذاعة والتلفزيون مدة 7 سنوات ومستشاراً لدى الأمير فيصل بن فهد رحمه الله في إدارة رعاية الشباب وعمل عضوا في اللجنة الاولمبية، واتحاد كرة القدم، ورئيسا لاتحاد الطائرة ثم انتقل إلى رعاية الشباب وكيلا لشؤن الشباب حتى تقاعده.
حصد بن ناصر الكثير من «المنجزات» وشارك باقتدار واعتبار في «صناعة» مستقبل الإعلام والرياضة والشباب في «الوطن» على مدى «عقود» وله عشرات العضويات المحلية والدولية وتم تكريمه في أكثر من محفل.
صالح بن ناصر.. وجه «الرياضة» الأصيل وأنموذج «الإعلام» النبيل والقيادي «المحنك» صاحب «البصمات» الساطعة بالإنجاز و«الإضاءات» المشعة بالاعتزاز.