: آخر تحديث

Saudi Wood سعودي وود

3
3
3

ماجد قاروب

قطاع الثقافة بما فيها السينما والمسرح ومختلف الفنون يعرف عربياً بعرب وود وهندياً ببوليوود وعالمياً وأمريكياً بهوليوود؛ لأنها تمثل مرجعية لأهم مصادر الإنتاج الفني بالعالم، تتركز في أمريكا والهند والعالم العربي، تستند الأفلام في معظمها مؤخراً وخلال السنوات الماضية إلى مساحة غريبة من القصص والأحداث بعيدة عن الواقع وحتى الخيال، الأفلام الأمريكية في معظمها إطلاق النار حتى تشعر أن الوقت قد حان لإطلاق النار على المشاهدين لأن جميع الممثلين بالفيلم تم إطلاق النار عليهم.

بعض الأفلام حاولت أن تعالج مشاكل اجتماعية مثل الجرائم المعلوماتية والإلكترونية والدعارة والاتجار بالبشر والمخدرات وكانت في قوالب كوميدية أو درامية تهدف لتوعية المجتمعات عن تلك المخاطر وهو ما يحقق الرسالة الاجتماعية الهادفة للثقافة والفن.

تحولات اقتصادية كبيرة للفن والإعلام في العالم العربي يتصدره المشهد السعودي على عدة مسارات بوجود وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها وفي مقدمتها هيئات الأفلام والمسرح والفنون الأدائية والموسيقى والأزياء وهيئة الأدب والنشر والترجمة والفنون البصرية والتراث والمكتبات والمتاحف وفنون العمارة والتصميم وفنون الطهي.

مشاريع سينمائية عملاقة مثل مهرجان البحر الأحمر السينمائي الذي فرض نفسه كواقع له تأثير حقيقي في صناعة السينما العالمية وما تقوم به هيئة الترفيه السعودية من إنتاج أفلام عربية، وكذلك السماح بتصوير بعض مشاهد الأفلام العربية والعالمية على الأراضي السعودية، وكذلك دعم الصندوق الثقافي هو أمر كبير ومهم جداً في هذا السياق وكذلك وجود إنتاج لأفلام سعودية أصبحت الآن تتصدر شباك التذاكر وعلى سبيل المثال مسامير، الهامور ح.ع، شباب البومب، مندوب الليل، والسنيور الذي كان من بطولة الفنان الإعلامي ياسر السقاف صاحب الأداء العالمي.

انتقال مجموعة MBC الإعلامية العريقة إلى الرياض حدث إعلامي كبير يضيف الكثير تجاه تطوير وتمكين وتطوير الصناعة الثقافية والإعلامية خاصة مع التميز الكبير على المستوى العربي لكثير من البرامج مثل أسواق المال وتفاعلكم والمصداقية والأمانة في النشر والطرح في نشرات الأخبار والبرامج الحوارية وكذلك الرياضية التي يتصدرها برنامج في المرمى ونجومها مثل سارة الدندراوي - مشاري الذايدي - نادين هاني - بتال القوس - خالد المدخلي مع سؤاله المباشر، ونايف الأحمري وبرنامجه القابل للجدل.

بناء مدينة استوديوهات في القدية بجوار مدينة مستقبل الترفيه سيحدث نقلة نوعية كبيرة في عالم الثقافة والفن والسينما كما هو حادث في الرياضة بالسعودية التي تستضيف وفق ما هو معلن إلى الآن أكثر من بطولة قارية وعالمية في مختلف الألعاب مثل كرة القدم والسلة والتنس والملاكمة وسباقات الفورملا 1 وبطولات الجولف، وصولاً إلى كأس العالم لكرة القدم 2034 وقبلها معرض إكسبو 2030. أثر إيجابي كبير ليس فقط على الاقتصاد والاستثمار المحلي والأجنبي من خلال قطاع الثقافة تستفيد منه قطاعات مهمة مثل السينما والمسرح الأمر الذي يتيح فرص أعمال تريليونية الحجم لعل أحدثها منح منصة حقوق النقل والبث الإعلامي لجميع البطولات والمسابقات الرياضية السعودية وليس فقط كرة القدم وفي مقدمتها الدوري السعودي.

كل هذه التطورات في صناعة الثقافة والإعلام والترفيه والسياحة والرياضة وجودة الحياة تفرض تحديات تشريعية وقانونية ضخمة وكبيرة ومعقدة محلية وعالمية تجاه حقوق الملكية الفكرية وخاصةً الأدبية مثل حقوق المؤلف وحقوق البث الإعلامي بجميع أنواعه. كلّي ثقة بأنه سيتم معالجتها بكل تأكيد في إطار التحقيق النموذجي، والمثالي لرؤية 2030.

الواقع السعودي الثقافي الجديد الذي سيترسخ مع مؤتمر الاستثمار الثقافي في نهاية هذا الشهر بالرياض سيجعل وود علامة فارقة لوصف المشهد السعودي بـ Saudi Wood سعودي وود.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد