: آخر تحديث

الخليج 2025!

2
2
2

محمد الرميحي

السابق هو عنوان لكتاب صدر في عام 2009، وكان نتيجة لقاء لمنتدى التنمية الخليجي السنوي في عام 2008، شارك في هذا الكتاب مجموعة من أبناء الخليج المتخصصين، وقام كاتب هذه السطور بتحريره ونشره في بيروت، يتصور كيف يكون الخليج 2025.

العودة إليه لها أهمية، لأننا نحن في الهزيع الأخير من عام 2025، وبالتالي النظر إلى توقعات ذلك الكتاب ورؤيته وما تحقق منها!

كان السؤال في ذلك الوقت (أي 2008)، هل يمكن للخليج أن يحافظ على استقراره ورفاهيته حتى 2025، في ظل الضغوط الداخلية والخارجية، اليوم نستطيع أن نقول إن ذلك الافتراض تحقق، فالخليج اليوم أقوى مما كان في السابق، وحركته الدبلوماسية والاقتصادية في تحول سريع.

الكتاب أيضاً نظر إلى التحولات الدولية، وأشار إلى تراجع الهيمنة الأمريكية، خصوصاً بعد حرب العراق والأزمة المالية في 2008، ويبدو أن هذا التحول مستمر، نلاحظ نتائجه في السنوات الأخيرة، وتحدث عن صعود الصين وروسيا كقوة منافسة.

أهمية الطاقة والتي هي سلعة سياسية وليست فقط اقتصادية، وأهمية الممرات البحرية (هرمز وباب المندب) نوقشت في الكتاب، وقد تبين أنهما حلقتان من حلقات الأمن الإقليمي والدولي، وبالتهديد بغلق هرمز، والاضطراب في باب المندب، يؤكدان رؤية تلك المجموعة من المهتمين، في أهمية هذين العنصرين للأمن.

المشروع النووي الإيراني لم يكن بعيداً عن التناول، وخصوصاً من خلال نفوذها عبر الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن، أما ما تمخضت عنه الأحداث في السنوات الأخيرة، فإن فقدان سوريا ويتبعها لبنان، وقد يتبعها اليمن في المستقبل تضعف النفوذ الإيراني.

نظر الكتاب إلى ما سماه (اضطراب الأنظمة) في الجوار، خصوصاً في سوريا واليمن وليبيا ومصر وتونس، وتأثير تلك الاضطراب على أمن الخليج، الذي ثبت بالقطع (بعد الربيع) أن ذلك الاضطراب أدى إلى نتائج كارثية في تلك البلدان، وتحتاج إلى سنوات للتعافي منها.

أشير في وقته أن أكثر من نصف سكان الخليج من المواطنين تحت سن الـ 30 سنة، مع وجوب طرح المزيد من فرص العمل، التي تضيق بها شرايين الأعمال الحكومية، وبالتالي فتح مجالات عمل جديدة في القطاع الخاص، أو القطاع المشترك فإن ضغوط البطالة سوف تتفاقم.

وضع الكتاب ثلاثة سيناريوهات للنظر إلى المستقبل في عام 2025!

الأول هو ما سماه سيناريو الاستمرار، أي بقاء الوضع كما في العشرية الأولى من القرن الحالي، أي الاعتماد على النفط، وتحالف أمني مع الولايات المتحدة، وبطء في الإصلاحات البيروقراطية، في هذا السيناريو توقع الكتاب حدوث أزمات.

السيناريو الثاني هو سيناريو الإصلاح، أي تنوع الاقتصاد، وقد حدث هذا في الرؤى المختلفة التي طرحت في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين، وكذلك إصلاح تدريجي في المشاركة السياسية، والاستثمار في التعليم النوعي والتكنولوجيا، هذا ما وجده الكتاب تعزيز الاستقرار، والقدرة على المنافسة عالمياً، أما السيناريو الثالث السلبي هو تدخلات تركية إيرانية ودولية وانخفاض في أسعار النفط، وتوسع مساحة البطالة، الذي قد يؤدي إلى ضعف الكتلة الخليجية، وتراجع وزنها الدولي.

في نهاية الكتاب طرح أربع توصيات رئيسية، اتحاد خليجي أقوى، تنوع اقتصادي جاد، إصلاح سياسي تدريجي، استثمار في البحث العلمي والتعليم النوعي، وقد وجدنا اليوم أن عدداً من التوصيات قد شرع فيها بالفعل، في بعض مناطق الخليج، وهو أمر يبشر باستقرار أفضل.

العودة اليوم إلى هذا الكتاب ربما تكون فرض عين للتأكيد أن المهتمين في هذه المنطقة لهم رؤية تستحق أن تعرف.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد