: آخر تحديث

الغدة السرطانية

3
3
3

موسى بهبهاني

تلك الزمرة السرطانية المزروعة في قلب الأمة العربية، والتي تجمعت من شتات دول العالم، المتجردة من الإنسانية وعلى قلوبها أغلال، تتصف بالغدر والوحشية... كيان غاصب ينتهج القتل المبرمج اليومي فى قطاع غزة مستقوياً باللوبي الصهيوني... وما أوقحهم عندما يبرّرون تلك الأفعال، بحجة مكافحة الإرهاب!

بأي عُرف ومنطق يُسمى المدافع عن أرضه، إرهابياً!

تصريحات غريبة من هؤلاء القتلة:

- «لا يوجد شعب فلسطيني».

- «ترك سكان قطاع غزة يموتون جوعاً يمكن أن يكون أمراً مبرراً وأخلاقياً».

- «نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف وفقاً لذلك».

- «إن فتح أبواب جهنم ليس شعاراً بل إنه سيحدث».

- «نحن نفكك غزة بالكامل منذ سنة ونصف السنة، وسنتركها ركاماً».

- «الجيش لن يُبقي فيها حجراً على حجر».

- «القول علناً لمبعوث دولة عظمى بان اتفاقية سايس بيكو النتنة حدودها غير ملزمة بها إسرائيل حالياً بل من حقها أن تحدد حدودها الجديدة»!

تلك التصريحات المعلنة، تدين قائليها باعتبارهم خطراً داهماً يُهدد الإنسانية، ان كان هناك ما يُسمى بالعدالة الدولية!

فهم الإرهابيون القتلة أحفاد الخنازير، الذين تمادوا بالاستمرار بعدوانهم الغادر وأمام أعين الإنسانية جمعاء، بل تجاسروا بالاعتداء خارج حدود الكيان المحتل، لتطول الاعتداءات دولاً أعضاء في المنظمات الدولية... قصفوا العراق وسوريا ولبنان واليمن وإيران، ووصل بهم الحال إلى انتهاك الدولة الشقيقة الآمنة، قطر، في إقليمنا الخليجي!

هذا الكيان الصهيوني المارق، عبارة عن مجموعة من القتلة المأجورين، بل عصابة إجرامية تقوم باغتيال شخصيات سياسية في دول أخرى ذات كيان وسيادة من دون رادع أو خوف من المحاسبة.

والعجيب والغريب أن دولة قطر، وسيط دولي، فما حدث مخالف للأعراف.

هذا السفاح المقزز (النتن) يعلم بأنه محمي من رئيس دولة عظمى، وإلا لن يتمكن من السير قدماً بذلك.

المعايير المزدوجة:

الدول الغريبة والدول العظمى كانت تفتخر بالحريات وحرية الرأي ونصرة المظلوم ومناهضة الظالم، وكثيراً ما تدخلت مباشرةً في شؤون الدول الأخرى بحجة الحريات والديمقراطية واحترام الأقليات ومناهضة الديكتاتورية، وأسقطت أنظمة حكم استناداً إلى تلك المعايير.

وكانت تتغنى بأن ليس هناك من مسؤولي تلك الدول، مَنْ لا يُحاسب أو يُحاكم حتى وإن كان رئيس الدولة... ولكن في عصرنا الحالي انكشف الغطاء وتبين زيف تلك الادعاءات ونسف كل القوانين الدولية، فالاعتداء الإجرامي السافر على غزة، والسكوت عن الجرائم الإسرائيلية كشف تلك الكذبة الكبرى.

الكيل بمكيالين

ليس مسموحاً لأي من كان، بأن ينتقد الدولة المارقة (إسرائيل) ولا أن يتعاطف مع المدنيين الفلسطينيين!

وصل الأمر إلى طلبة وأساتذة الجامعات الأكاديمية، فأي طالب يتعاطف مع الفلسطنيين ويرفع العلم الفلسطيني أو يتوشح بالكوفية أو يرتدي التي شيرت المطبوع عليه عبارات التنديد بالمجازر الصهيونية، يُضرب ويُعتقل وقد تُلغى تأشيرته الدراسية ويُطرد من الجامعة!

كذلك إن كان أستاذاً أكاديمياً، يُقيد بالأغلال ويُسحب إلى مراكز التحقيق وقد يتم فصله!

والأمر الغريب والمضحك، أنه لو تم عكس ذلك الموقف، أي إن تم التوشح بالأعلام العبرية والتظاهرات المؤيد للصهاينة تكون مرحباً بها!

ما هي الغاية؟

الغاية بناء جيل من العرب والمسلمين غير مبالين بالقيم والأخلاق والحريات والتجرد من المشاعر الإنسانية، متناسين بان مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

«الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق».

اعلموا بأننا نتفاخر بالقيم الإنسانية والأخلاقية التي تنمي الإنسان العربي والإسلامي، فالمسلمون قامة وهامة ينظر إليهم الناظرون ويعجب من فرط إنسانيتهم، الراغبون.

فمن رحم المآسي يولد الأمل

ومن قلب المأساة يولد الفرج

فالمقاومون سيولدون وروح المقاومة ستتجدّد وتستمر عبر الأجيال، فهي حرية مستمرة تجد لها أجيالاً تواصل الدفاع عن قضاياها ضد العدو الصهيوني.

من كلمات الأديب سميح القاسم...

ربما تسلبني آخر شبر من ترابي

ربما تطعم للسجن شبابي

ربما تسطو على ميراث جدي

من أثاث وأوان وخراب

ربما تحرق أشعاري وكتبي

ربما تطعم لحمي للكلاب

ربما تبقي على قريتي كابوس رعب

ياعدو الشمس لن أساوم

وإلى آخر نبض فى عروقي

سأقاوم سأقاوم سأقاوم

وقد حذّر النبي مما يحدث حين قال:

«يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها».

«بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن».

والدليل على ذلك، كلمة المبعوث الصهيوني قبّحه الله في الأمم المتحدة وهو يتجاسر على دولة قطر وبكل صفاقه يملي تعليماته على دولة مستقلة... ومن كلمة (النتن) الوقح يتدخل في شؤون الدول ويُملي عليهم في مَنْ يسمحون لهم باستضافتهم ومَنْ لا يسمحون، مطالباً إياهم بأن ينصاعوا له ولطلباته أو سيقوم هو بذلك عسكرياً!

نتساءل:

أعلن الكيان الصهيوني مشاركة 15 مقاتلة وعدد من المسيرات في العملية العسكرية والاعتداء على دولة قطر.

الاعتداء الصهيوني واضح ولا لبس فيه، فلا سيادة ولا حدود تُحترم، ولا أحد بمأمن، فالقصف قد يطول أي دولة... فتلك الدولة المارقة تريد فرض سيادتها على الجميع.

فما هو المطلوب؟

نرى من الضروري أن تضع الدول المعنية في الإقليم أجندة تحقق الأمن والسلام في المنطقة، والاستعداد لما هو آت، لمواجهة هذا الطغيان الصهيوني.

وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، فالأمة الإسلامية ليست ضعيفة بل استُضعفت واستقوى عليها الاعداء.

وعلى الدول الإسلامية والعربية أن تتخذ موقفاً حازماً، بدءاً بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني المارق، وإغلاق المجال الجوي للطيران المدني والتجاري للكيان الصهيوني، ليتم عزله كما كان سابقاً.

ختاماً

الشعوب ضد الممارسات الصهيونية

نشيد بأسطول الحرية الذي انطلق شعبياً من إسبانيا بقوام 70 سفينة على متنها مجموعة من الشخصيات الفاعلة في العمل الإنساني. كذلك التحقت كوكبة من الفاعلين من الدول الخليجية والعربية، بأسطول الحرية بهدف كسر الحصار وإنقاذ أهالي غزة من المجاعة وتوفير سُبل الحياة.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين.

واخذل الكفار واليهود والظالمين.

اللهم أرنا في اليهود وأحلافهم وأعوانهم نكالاً يارب العالمين.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد