: آخر تحديث

النهج الأصيل

2
2
3

المملكة اليوم تمضي بخطى واثقة، تجمع بين ثبات الجذور ورحابة الرؤية من يتأمل مسيرتها يدرك أنها دولة تعرف أين تقف وأين تتجه، متمسكة بجذور ثلاثة قرون من الشريعة والعدل والشورى، ومنفتحة في الوقت ذاته على رؤى حديثة تعيد رسم مكانتها الاقتصادية والسياسية عالميًا هذا التوازن منحها القدرة على عبور التحولات دون أن تفقد هويتها أو تفرط بثوابتها، فجمعت بين أصالة تستند إلى الإرث وتجديد يفتح أبواب المستقبل.

في رعاية الحرمين الشريفين، تؤكد المملكة التزامًا تاريخيًا وشرفًا لا ينقطع، مسؤوليةً تتجدد في كل عصر أما في الاقتصاد، فلا حاجة إلى الشعارات، إذ تكفي الأرقام لتروي القصة: 56% من الناتج المحلي يأتي اليوم من خارج النفط، فيما اتخذت 660 شركة عالمية المملكة مقرًا رئيسًا. هذه المؤشرات ليست تفصيلًا عابرًا، بل تعبير عن نجاح رؤية 2030 التي تعمل على تنويع مصادر الدخل وصناعة اقتصاد متين ومبتكر، قادر على المنافسة عالميًا وتزداد قوة هذه المؤشرات حين تقترن بمشاريع استراتيجية مثل صندوق الاستثمارات العامة ومبادرات الطاقة النظيفة التي توسع قاعدة النمو وتمنح المملكة موقعًا متقدمًا في الاقتصاد الأخضر العالمي.

وفي ميدان التقنية، تتحرك المملكة بخطى متقدمة لتكون لاعبًا محوريًا في الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، ليس لمجرد مجاراة العالم بل للمساهمة في قيادة مساره القادم وإلى جانب ذلك، تُطبق سياسات مالية رشيدة ترفع كفاءة الإنفاق وتوجه الموارد نحو أولويات التنمية وجودة الحياة وتكشف المشاريع الكبرى في الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر أن المملكة تدرك أن المستقبل لن يبنى على الموارد التقليدية وحدها، بل على استدامة قادرة على حماية البيئة وتأمين الأجيال المقبلة، وهو ما يجعلها شريكًا رئيسًا في صياغة الأجندة العالمية للمناخ والتنمية.

سياسيًا، تؤكد المملكة أن أمن الخليج كلٌّ لا يتجزأ، وأن أي تهديد لإحدى دوله هو تهديد للجميع أما فلسطين فتبقى القضية المركزية الأولى، حيث قادت المملكة جهودًا لترسيخ حل الدولتين وحشد الاعتراف الدولي بالدولة المستقلة وفي ملفات المنطقة من سوريا ولبنان إلى اليمن والسودان، تؤدي دورها كقوة إقليمية مسؤولة تسعى إلى صناعة التوازن وترسيخ الاستقرار.

أما داخليًا، فيبقى الإنسان محور التنمية وغايتها، حيث تراهن المملكة على تمكين مواطنيها وتحرير طاقاتهم، إدراكًا بأن الاستثمار في الإنسان هو أساس الازدهار الحقيقي. وهكذا تؤكد المملكة مكانتها بثبات الرؤية ووضوح المسار، لتظل قوة صانعة للمعادلات، تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل مزدهر وآمن.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد