: آخر تحديث

فيصل الحجيلان.. السفير الخبير والوزير القدير

2
2
2

عبده الأسمري

ما بين المسيرة «الدبلوماسية» والسيرة «الماسية» اجتاز خطوط «السبق» بأسبقية «الفارس» وأحقية «الممارس» ومضى ينثر عبير «الأثر» في ميادين «المآثر» بفروسية» السفير» وفراسة» الوزير» وحماسة «الوطني» وكفاءة «المثقف» حتى سطع صيته في «الذاكرة» المشرقة بوقع «الامتنان» وواقع «العرفان».

وزع «فصول» العطاء بترتيب مدهش ما بين «التعيين والتمكين» حتى فصل بين «مكانة» المنصب و»أمانة» الدور ليصيغ الموضوعية في «عناوين» جديدة حولت «تفاصيل» الواجب إلى مناهج الوجوب في وقائع من «الاحتذاء» وحقائق من «الاقتداء» تجلت أمام مرأى «التأثير» واكتملت بدراً في سماء «التقدير».

إنه السفير الشهير ووزير الصحة الأسبق معالي الأستاذ فيصل بن عبدالعزيز الحجيلان رحمه الله - أحد أبرز رجال الدولة ورموز وزارة الخارجية.

بوجه «نجدي» ندي يعكس فصول «العائلة» الشهيرة بالمكارم وتقاسيم «تميمية» تتقاسم «الشبه» مع والده وتقتسم «التشابه» مع أخواله وعينان تسطعان بنظرات «الفطنة» ولمحات «الحكمة» وملامح يتكامل وسطها رقي «الإنصات» وسمو «الإثبات»، وشخصية مشهورة بطيب التعامل ورونق التواصل وود القول وجميل اللفظ ولين الجانب وكاريزما تتقاطر منها سمات «التمكن» وصفات «الدراية»، وأناقة وطنية تعتمر «التشكيل الشخصي» الفريد ولغة «جهورية» قوامها «خبرة» عميقة ومقامها «سيرة» عريضة تتوارد منها «عبارات» فصحية واعتبارات حصيفة تعتمد على «مخزون» دبلوماسي وتتعامد على «مكنون» تنموي، قضى الحجيلان من عمره خمسة عقود وهو يرسم ملامح «الدبلوماسية في آفاق «السياسة» ويؤصل تطورات «الصحة» في اتجاهات «التنمية» ويكتب «عناوين» الضياء على صفحات «التميز» كسفير بارز ووزير خبير وضع اسمه في قوائم «البارعين» وترك صداه في مقامات «المبدعين».

في جدة «عروس» البحر الأحمر الدرة «المكنونة» في عقد الوطن الممتلئ بالجواهر ولد عام 1929 وسط أسرة «قصيمية» عريقة اشتهرت بوميض العلا وزف «الوجهاء» إلى محافل «المسؤولية».

تربى في كنف «والد» حكيم وجيه امتهن التجارة من ضمن جماعة «العقيلات» التي اعتادت الارتحال الي العراق وبلاد الشام ومصر للمتاجرة في عدة أنشطة، وتفتحت عيناه على «أم متفانية» سدت «فراغ» ترحال الأب وملأت قلب صغيرها بموجبات «الحنان» وعزائم «العطف»، وارتهن طفلاً إلى تلك «الصور» الذهنية التي ترسخت في عقله عن ملاحم «البارزين» من أبناء قومه الذين سخروا وقتهم في طلب العلم وصناعة الأثر.

تنفس الحجيلان نهارات «العروس» الحالمة وظل يراقب «الصمود» في جامع الشافعي والاصالة في بيت «نصيف» ووقف يرصد «البساطة» في حكايات العابرين على «عتبات» الرزق في باب شريف وباب مكة وشارع قابل ومضى يرصد في ذاكرته «الغضة» مواقف القادمين على «أجنحة» الترحال بين تضاريس «الحجاز»، ثم انتقل لمكة المكرمة حيث تعتقت نفسه برياحين «السكينة» في أرجاء البيت العتيق وتشربت روحه نفائس «الطمأنينة» في جنبات المشاعر المقدسة وظل يسجل على كشكوله الملون تلك القصص المحفوظة في صدور «الأجداد»، ومضى يرسم خارطة أحلامه على مرأى «الزمن» في منظومة حياتية احترمت متطلبات «الذات» وتجاوزت «عقبات» التنقل ليمضي في دورب مفعمة بالحنين والأنين متأبطاً حقيبته الممتلئة بذكريات الطفولة وأمنيات الشباب ودوافع المستقبل.

أتم دراسته في مدرسة «تحضير البعثات» بمكة المكرمة، ثم التحق بجامعة فؤاد الأول المصرية عام 1947 ومضى يكتب «ذكريات الصبا» في ميادين «قاهرة المعز» التي جال فيها وظل يقتنص من الوجوه «إضاءات» الأمل ويكمل مساءاته بالقراءة المستفيضة في مكتبات «مصر» القديمة المكتظة بالعلوم، وانتهل من «تجارب» السفر معالم «الوعي» واغترف من «مشارب» الترحال» معاني السعي فاكتملت في وجدانه «أدوات» التفوق حيث تخرج عام 1951 حاملاً «ليسانس» الحقوق بجدارة.

عاد إلى «أرض الوطن» وفي يمناه «قبضة» الانتصار وفي يسراه تلويحة «الاعتبار» وبدأ «الركض» في ميدان العمل الحكومي حيث التحق عام 1952 بالعمل في وزارة الخارجية وتدرج في الديوان العام للوزارة؛ حيث بدأ كملحق (سكرتير ثانٍ) عام 1954 ثم تمت ترقيته إلى سكرتير أول عام 1958م.

وفي عام 1960 انتقل إلى مجلس الوزراء في الرياض وتعين مستشاراً للملك سعود وفي عام 1961 عُيّن سفيراً للسعودية في (إسبانيا) لينتقل بعدها سفيراً لدى الأرجنتين ثم سفيراً لدى فنزويلا.

وفي عام 1976 نقل إلى العاصمتين البريطانية والدنماركية كسفير مقيم في الأولى وغير مقيم في الثانية.

وفي عام 1979 تم تعيينه سفيراً لدى الولايات المتحدة الأمريكية تقديراً لخبرته وجهوده المتميزة المشفوعة بواقع الكفاءة ووقع الجدارة.

محطات دبلوماسية متعددة ما بين أوروبا وأمريكا تعددت فيها المهمات وتمكن فيها «السفير» المثابر من نيل ثقة «الملوك» وحصد ثمار «الفكر» في مسيرة تكللت بالإنجاز وتجللت بالاعتزاز ليرسم ملحمة أخرى من «النجاح» حيث نال «الثقة الملكية» عام 1983 وعين وزيراً للدولة وعضواً في مجلس الوزراء، ثم صدر الأمر الملكي بتعيينه وزيراُ للصحة خلال الفترة من 1985 إلى 1995 في فترة حاسمة وهامة تمكن خلالها من رسم خطط وزارية ملهمة ظلت ناطقة في الحاضر والمستقبل.

ثم تولى رئاسة مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر السعودي، وتم تعيينه على وظيفة «مندوب مفوض» في مستشفى الملك فيصل التخصصي، ومستشفى الملك خالد التخصصي.

ثم خطبت «الخارجية» ود «السفير الخبير» من جديد لما يمتلكه من «خبرات» عريضة في محافل السياسة وما يتميز به من «رؤى» ثاقبة في دهاليز «الدبلوماسية» حيث تم تعيينه في عام 1996 سفيراً لدى فرنسا واختير عميداً للسلك الدبلوماسي فيها واستمر في مهماته حتى عام 2003

حصل الحجيلان خلال مسيرته على «وسام الملك عبدالعزيز» من الدرجة الممتازة، ووشاح «الملك عبدالعزيز» ووساما غراند كروز وإيزابيلا لا كاتوليكا من إسبانيا، ووسام مايو غراند من الأرجنتين، ووسام «فارس الإمبراطورية البريطانية «من المملكة المتحدة، ووسام «ريو براتكو» من البرازيل، ووسام «لوبير أنادو أوفيسيال» من فنزويلا.

انتقل الحجيلان إلى رحمة الله في يناير عام 2019 في العاصمة اللبنانية بيروت، الذى كان يستقر فيها آخر حياته بعد «عطاءات» متميزة سجلها باحترافية على خارطة العالم، ووضع من خلالها البصمات الفريدة في سجل مبهج بالوفاء الوطني والاستيفاء التنموي في وظائف ومناصب كان فيها «حجر الزاوية» للكثير من المنجزات التي اقترنت باسمه وارتبطت بفكره. وتناقلت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية نبأ وفاته مقروناً بما قدمه الراحل من «عمل دؤوب» في العمل السياسي والوزاري على مختلف أصعدة البناء والنماء والانتماء..

فيصل الحجيلان.. السفير الخبير والوزير القدير.. ورجل الدولة «الاستثنائي» صاحب «الإمضاءات» الفريدة في العمل الدبلوماسي والاضاءات «الساطعة» في الأداء الوزاري.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد