: آخر تحديث

السعودية.. من رهائن الأيديولوجيا إلى رحاب الرؤية..!

2
2
2

نجيب يماني

حلّقت بأجنحة الزّهو، وسمقت بأطياف الفخار، وخالجني شعور الانتماء الحقيقي الأصيل لأمة عظيمة، ووطن معطاء، في ظل قيادته الحكيمة، وأنا أتابع العديد من المغتربات يعبّرن بتلقائية محببة للنفس عن تجربتهن الثرية على هذه الأرض الطيبة، مُجسّدات هذه التجربة في العديد من الأفعال العفوية الصادقة والكلمات العميقة المعبّرة. تقول الأوكرانية داشا: أنا في السعودية، أكثر بلدان العالم أمناً. اختصرت هذه الفتاة تجربة آلاف المقيمين والزوار الذين اكتشفوا، في قلب الرياض، وجهاً آخر للحياة لم تألفه ذاكرتهم السابقة.

تنشر مقاطع يومية في صفحتها على الإنستغرام عن شوارعها ومقاهيها وسكانها، والحياة الاجتماعية فيها، وتُظهر كيف يمكن لحياة الاغتراب أن تكون غنية ومليئة باللحظات الآمنة والتجارب الجميلة، في محتوى يمزج بين العفوية والانبهار.

تخرج «داشا» من بيتها دون أن تُقفل الباب، في مشهد صادق وعميق الدلالة لمفهوم الأمن والأمان

شهادة غير متكلّفة على ما ينعم به الوطن من أمن واستقرار، لا يُختزل في قوانين رادعة، بل يُستشعر في تفاصيل الحياة اليومية، في الأحياء، في العيون، وفي التصرفات التلقائيّة.

وتقول أُخرى من بولندا أنا أسير في الشارع في أمان تام، والساعة الآن هي الثالثة صباحاً. فقط في السعودية يمكن للفتيات أن يمشين وحدهن في الخارج بعد منتصف الليل من دون أي خوف.

تصف لمتابعيها على الإنستغرام كيف يمكن للمرأة المغتربة أن تجد لنفسها مكاناً آمناً وراقياً وسط العاصمة السعودية.

وتقول الأمريكية هيذر: إن السعودية أعطتها فرصة للعمل والعيش الآمن وحياة جديدة.

كما أجمعت بعض السيدات المغتربات أنهن وجدن الاستقرار والتوازن النفسي، إضافة إلى الاندماج والانصهار في المجتمع السعودي ومحيطه الحضاري، بكل بساطة وارتياح.

وتضيف نحن سعداء بوجودنا في المملكة، تأقلمنا مع تقاليد وثقافة المجتمع والتطور الاجتماعي الذي تشهده البلاد، بفضل رؤية كريمة أخرجتنا من ظلمات الصحوة إلى نور الحياة وجودتها

ما قلنه ليس استثناءً ولا مفاجأة، بل هو الحقيقة التي يشعر بها كل زائر أو مقيم في السعودية.

يقول صديق بريطاني هنا لا يراك الناس غريباً، بل ضيفاً عزيزاً يتولّون بأنفسهم رعايتك، والوقوف على خدمتك، وضمان سلامتك وتحقيق رغباتك، بأريحية وسرعة واهتمام لا مثيل لهما.

كل هذه المشاعر وغيرها لا تتجلّى في الكلمات فقط، بل في المواقف والاحداث، سمعتها في حديث أكثر من مغترب على أرض الوطن.

على اختلاف مذاهب علماء الاجتماع في معايير تطور الأمم والمجتمعات، فإن أكثرها استقراراً تلك التي استطاعت أن تخلق حالة توازن بين موروثها الحضاري، ومواكبة الحياة في توثبها المستمر، وصيرورتها الحتمية. امتحان تسقط فيه العديد من المجتمعات، حين تجعل من التطور خصماً لدوداً لموروثاتها، ومهدداً شديد الخطورة على حضارتها وقيمها.

المجتمع السعودي أكتوى بنيران هذا الصراع بصورة شائكة ومعقدة، لتداخل عناصر الصراع ما بين الموروث الحضاري، والعادات والتقاليد والدين، مقاومةً لزمن طويل كل محاولات الخروج من شرانق التقوقع والانكفاء، واستقبال الحياة بكل ما تتطلبه من تنازلات ضرورية، دون إخلال بالقيم، أو تهديد للمبادئ، أو استهانة بعقيدة.

كنا نُرمى بألسنة حداد عندما ندعو للإقبال على الحياة بروح الانفتاح والعصرنة، ونُكفّر ونُفسّق ونتهم بكل قبيح.

مع ظهور القائد البطل محمد بن سلمان برؤيته الطموحة كان من المستحيل أن نظل رهناً لهذا «الاختطاف الأيديولوجي» المعيب في حق وطن بحجم الشمس، فكانت الرؤية التي فتحت الباب لشموس الغد لتعانق سماء وطننا الغالي، وتفكّ الأواصر والأغلال عنه وترسم له الطريق نحو استلهام المستقبل، والبحث عن «جودة الحياة»، رؤية نسفت مراكز إنتاج التزمّت والتنطّع والفكر المشوّه، بما خلّصنا من مثاقيل التهيّب، من الإقبال على الحياة، والتمتّع بها دون أن يخالطها خوف من رقيب غليظ، أو زجر ناعق لئيم، يمسك بخناق المجتمع ويقف في الطريق بينه وبين حياته الخاصة والعامة بصورة من صور الوصاية المقيتة، التي جرّدت المجتمع من فطرته السليمة، وجعلته حبيس رؤية أحادية لجماعة مريضة.

اليوم ونحن نعيش جودة الحياة تترى هذه التجارب الإنسانية وغيرها لتكتب السعودية يوماً بعد آخر سردية إنسانية سامقة، عنوانها هنا، الإنسان أولاً... وهنا، السعودية الدولة الكونية بالفعل، لا المجاز.

فما أعظم الرؤية، وما أعظم القائد البصير بشعبه، الواعي بمقاصده، المدرك لخصائصه، المستنهض لهممه العالية.

بُورك ولي عهدنا ورؤيته التي حققت المستحيل لوطن بحجم الكون كله.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد