: آخر تحديث

حكاية سعود... أنت مو منّا!

1
1
0

حمد الحمد

استمعت لحكاية شاب خليجي اسمه سعود، وجدتها في وسائل التواصل... شاب جميل في العشرينات من عمره، مرتب الملبس، الابتسامة لا تفارقه، وكان يحكي لشاب آخر قصته.

يقول: ولدت في منطقة ما، وبعد سنتين انتقلت إلى منطقة أخرى بعيدة، وعشت عند أب وأم ميسوري الحال... أنا ابنهما. وبعد 17 سنة اختلف الأب مع الزوجة، وخرجتُ من المنزل وذهبتُ إلى بيت جدتي، ولكن طُرِدتُ من ذلك المنزل، وقيل لي إنني لست منهم ولا من عائلتهم، إنما أنا ابن متبنى مجهول الأبوين.

لحظتها كانت الصدمة، وعشت المعاناة أين أذهب؟ وفي وقتها كنت أعد أوراقي للابتعاث للخارج، وحلمي أن أدرس الطب، وأتخرج كطبيب جراح مخ وأعصاب... ولكن ذلك الحلم تلاشى.

لسنة ونصف السنة أهيم في الشوارع... وإذا اردت الاستحمام ليس لدي إلا دورات مياه المساجد.

هكذا عشت... لكن بعد ذلك لابد أن أقف على قدمي، وكنت أشعر بألم عندما أشاهد عائلة وأنا ليس لدي عائلة.

نعم عشت المعاناة، والآن أنا أعمل في ثلاث وظائف وأحصل على رزقي من ساعدي، وحالياً أبني بيتي.

كان سعود يتحدث والابتسامة لا تفارقه، ولو للحظة.

وجاء في ذاكرتي حكاية شاب كويتي سمعتها من أحد الرواة، حيث اكتشف وهو ينهي دراسته الثانوية، ويستعد للابتعاث للخارج، خبراً كان صاعقة بالنسبة له؛ حيث اعترفت أسرته بأنه ليس ابنهم، وأنه طفل متبنى...

في داخله كان هناك سواد، ولكن تحمل حتى تم ابتعاثه للخارج وعندما وصل هناك، قال لاسرته... مشكورين لكن لا عودة لي إلى البلد.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد