: آخر تحديث

لا تعاملوا الطفل كملف

2
2
3

لا يكفي الطفل ألم انفصال الاب عن الام، ولا تكفيه مشاهد الخلافات التي يخوضها الأبوان فوق روحه الصغيرة، ولا تكفيه أيام الانتظار ليرى أحدهما، لا يكفي الطفل أن يكون الحُب محصورا بساعات محددة، وبأبواب تُفتح بمواعيد وتُغلق دون استئذان، وفي جو لا يتواءم واحتياجات هذا الطفل.

‏رئيسة الجمعية الوطنية لحماية الطفل الدكتورة سهام الفريح عبرت عن المها وضيقها من الوضع الحالي لمراكز الرؤيا التي تجمع الطفل بوالده او والدته بعد انفصالهما.

وكما نُشر، فقد دعت د.الفريح الى توفير بيئة آمنة ومنع الاحتكاك بين الابوين وحماية الطفل من اي اعتداء قد يحدث، في ظل غياب استراتيجية واضحة لإدارة المراكز.

موضحة ان هذا كله قد يؤدي الى مضاعفة الأزمة التي يعاني منها الطفل، ما يؤكد ان الإصلاح يبدأ بوضع رؤية شاملة، واستقطاب متخصصين من الخبراء النفسيين التربويين في هذه المراكز وتفعيل الإشراف القضائي، حتى يمكن خلق بيئة تربوية جذابة ومريحة للطفل، لأن حماية الطفل واجب اخلاقي وتربوي ووطني.

نحن لا نعرف كم العناء والمشقة التي يمكن ان يعانيها الطفل في لقاءاته بأمه أو أبيه... في ظل ظروف تخلق من المكان مكانا باردا، تحت أنظار متجهمة، وأصواتاً متوترة، وقلوباً لا تعرف شيئًا عن مشاعر الصغار.

كم من طفل يخرج من هذه الغرف أكثر قلقا وتعبا؟ وكم من صغيرٍ عاد من لقاء والدته أو والده، وعيناه تبحث عن حضن دافئ لم يُفتح له، أو كلمة لم تمسح حزنه؟

ليس المطلوب أن تكون هذه الأماكن اكثر فخامة ولا اكثر الوانا، بل اكثر إنسانية ودفئا، تشبه مشاعر الأطفال وفرحهم.

من المهم جدا ان يكون مُستقبِل الطفل في هذه المراكز ومودِّعه مؤهلاً نفسيًا وتربويًا ليكون عراب اللقاء، وان تُبنى هذه الغرف بروح الرحمة، لا بروح «الإجراءات»، وان يُعامل الطفل كملف لا قلب صغير ضائع بين حبين لا يعرف كيف يحتضنهما في مكان واحد.

من حق الطفل أن يلتقي بأحد والديه في مكان لا يعاقبه على ما فعل والديه.

من حق الطفل في هذا المكان أن يجد حوله قلوبًا تُقدّر حاجته، لا من يعرف فقط قول جملة «انتهى الوقت»... قلوباً ترمم ندوباً تشتت الاسرة، وابتعاد احب الناس الى قلبه.

لا نفترض ابدا ان الطفل عندما يكون ساكتا، انه لا يبكي، دون أن يشعر به أحد.

مراكز الرؤيا بوضعها الحالي «حسب ما ذكرت د.الفريح» تحتاج الى وقفة انسانية جادة بعيدة عن الملفات والقوانين وساعات الرؤيا... بدايتها ونهايتها.

لنخلق من مراكز الرؤيا.. أمكنة يتلهف الطفل لزيارتها، وقضاء امتع الاوقات فيها بوجود والديه، على يمينه وشماله، وبمتابعة حذرة من المسؤولين فيها.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد