حين تُذكر مدن الفرص والأحلام، تتبادر إلى الأذهان: نيويورك، لندن، لوس أنجلس، وبرلين، لكنها اليوم تتسع لتشمل مدينة عربية تشق طريقها بثقة نحو المستقبل، إنها الرياض! التي لم تعد مجرد مدينة ضخمة أو عاصمة تقليدية، بل أمست نموذجاً ملهماً، تجاوز حدود الجغرافيا، وصارت رمزاً للحلم والإنجاز، والطموح غير محدود.
منذ إطلاق رؤية 2030، تحولت عاصمة المملكة إلى القلب النابض للمشروع الوطني الأكبر في تاريخنا، رؤية يقودها سمو ولي العهد، الذي أوضح موقع الرياض في أحد أحاديثه الملهمة، وأنه يجري العمل على أن تكون الرياض من أكبر عشر مدن اقتصادية في العالم"، واستهداف "أن تكون من أفضل مدن العالم في جودة الحياة والبنية التحتية والنقل والصحة والتعليم وغيرها"، هذا الحديث لم يكن مجرد حديثٍ عابر، بل خارطة طريق واضحة المعالم، تترجمها المشاريع العملاقة والمبادرات النوعية، التي غيّرت وجه المدينة خلال سنوات معدودة.
يمكن تشبيه الرياض اليوم بورشة إبداع لا تتوقف، مشاريع كبرى تعيد رسم خريطتها المعمارية والبيئية والاقتصادية، من المركز المالي العالمي، إلى مشاريع الدرعية التاريخية، ومن مشروع المكعب الجديد إلى مدينة محمد بن سلمان غير الربحية، ليست مجرد إنجازات عمرانية، بل روافع اقتصادية وثقافية تعيد تعريف هوية المدينة وتضعها على خارطة العالم، إلى مئات الشركات العالمية التي تتسابق لنقل مقراتها الإقليمية إلى الرياض، مدفوعة بالثقة في مستقبل الاقتصاد السعودي، فالمستثمر الأجنبي يرى هنا ما شهده العالم سابقاً من فرص في وادي السيليكون.
من مناطق بوليفارد الرياض -رمز عصر الترفيه والإبداع-، إلى واحات مشروع "الرياض الخضراء"، الهادف إلى إعادة العاصمة إلى واحة خضراء عبر زراعة ملايين الأشجار وتوسعة الرقعة النباتية، ما سيجعلها من أكثر مدن العالم استدامة، إلى مترو الرياض، أحد أضخم مشاريع البنية التحتية في المنطقة، الذي غيّر مفهوم التنقل داخل العاصمة وعزز من جودة الحياة.
ما يجعل الرياض مدينة أحلام بحقٍ، هو قدرتها على الجمع بين الطموح الفردي والنهضة الجماعية، إنها مدينة تمنح الفرصة العادلة لكل من يمتلك فكرة أو حلم، واليوم يجد الشباب في الرياض بيئة خصبة لريادة الأعمال، بفضل توفر الحاضنات، وتعدد مسرعات الأعمال، ومساحة التمويل الحكومي، والدعم اللوجستي والتشريعي.
رؤية سمو ولي العهد لمستقبل الرياض مدعومة باستراتيجيات شاملة، لتوسيع قاعدة التنوع الاقتصادي عبر تحويلها إلى مركز مالي، وتقني، وثقافي، وسياحي. وهو تأكيدٌ لما عبّر سموه في حديثه أن "الرياض تملك مقومات اقتصادية هائلة، وتشكّل 50% من الاقتصاد غير النفطي في المملكة، وفيها بنية تحتية مميزة، وفرص نمو هائلة".
لم تعد مدينة الأحلام بعيدة عنك هناك في الغرب! بل تنبض بالحياة في قلب الجزيرة، ليست فقط مدينة الأبراج والمشاريع، بل مدينة الهمم العالية، والفرص المتجددة، فقط لمن يقتنصها، إنها "الرياض".