: آخر تحديث

نشاز العنصرية والحرب

3
3
3

سارة النومس

لقد كانت أياماً عصيبة على العالم وعلى الشرق الأوسط بشكل خاص، ضجت الأوساط العالمية بتوقعات أسوأ في ظل الاحتدام الإسرائيلي - الإيراني، لقد انشغل العالم بهذه الحرب وذُكر النووي آلاف المرات في الصحف والقنوات التلفزيونية ونقاشات العامة في كل مكان، والأسوأ من ذلك كله... أن القصف مستمرٌ في غزة.

مفاوضات أم حرب، لا خيار ثالث بينهما، وكل الأطراف ترى نفسها على حق، الشعوب تسير خلف الوطن والانتماء وهذا حق وواجب لا غبار عليه. لم يمنع رسم الحدود السياسية بين الدول من كف الأطماع البشرية في التوسع والاستحواذ على الخيرات فوق الأرض وداخلها بل والماء الذي يعد أساس الحياة.

قيل إن في كل حقبة زمنية يقول الناس إنهم يعيشون أسوأ السنوات البشرية على الاطلاق وأن القيامة حاصلة قريباً، مات هؤلاء وأعيد السيناريو من جديد، فكثيرون يقولون إننا نعيش ما قبل النهاية. لم تمنع الأرضُ الناسَ من الترحال والبحث عن عناصر الحياة المهمة، لكن الإنسان قد فعل وذلك بحصر الثروات داخل حدود رسمها فتعيش شعوب على مشارف الموت يعانون من ندرة المياه، وأخرى تحت قسوة التصحر والحرارة ينعمون بالخير قليلاً ويدفعون ثمن الحروب أكثر، هناك شعوب تعيش صراعات طائفية لا تنتهي، وأخرى حُكم عليها ألّا تتنفس الحياة الحضارية والتطور الإنساني، وقليل من الناس يسكنون جزرا صغيرة يصلَون كل يوم كي لا تصل إليهم أيادي الطمع الإنساني، ويكتوون بنار حروب لم يشعلوها.

تخيل أن الأرض تقف على يدك، ترى اليابس والماء فيها، صغيرة كل الدول أمامك الضعيفة منها والعظيمة وتعي تماما ما تعانيه البشرية في كل بقعة يابسة، ستشعر بالانحسار داخل مكان ضيق ترغب بالهروب منه، ربما تفكر بهجر الأرض والعيش في الفضاء، حتى اليوم فالفضاء يعزف عن استقبالنا ويلفظنا كلما فكرنا بزيارته والقاء التحية له.

يفني الإنسان عمره بحثاً عن الرغبات والاستحواذ عليها دون انقطاع، فالجميع يركض، الطفل والشاب وكبير السن يركضون دون توقف، حتى يتوقف القلب فيسقط الجسد وتستمر بقية الأجساد في الركض نحو الرغبات.

أخيراً سأذهب إلى واجهة أخرى، حيث أسمع فيها صوت نشاز، صوت العنصرية الذي لا تستقبله دور العبادة، ولا صالات العرض الموسيقي الراقي، ولا أي مدينة يسكنها أناس طيبون.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد