: آخر تحديث

هل أنت صباحي أم مسائي؟

2
1
2

يُعد النوم جزءاً أساسياً وحيوياً من حياتنا، وهو لا يقل أهمية عن التنفس وتناول الطعام والشراب، فهو ليس راحة، بل هو عملية نشطة ومعقدة، تحدث فيها تغييرات فسيولوجية وعصبية حاسمة، للحفاظ على صحتنا الجسدية والعقلية ورفاهيتنا بشكل عام. وتكمن أهمية النوم في كونه أداة لإصلاح وتجديد الجسم للأنسجة التالفة، خاصة في مرحلة النوم العميق، إضافة لبناء العضلات، وإفراز هرمونات النمو الضرورية لتجديد الخلايا، كما ينتج الجسم، أثناء النوم، بروتينات تسمى «السيتوكينات»، التي تلعب دوراً محورياً في مكافحة العدوى والالتهابات، ويساعد النوم في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وتنظيم ضغط الدم ومعدل ضربات القلب. الحرمان المزمن منه يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية.

وبالتالي فإن قلة النوم تضعف جهاز المناعة، وتجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والفيروسات، وتزيد الوزن بسبب زيادة الرغبة في تناول الأطعمة ذات السعرات العالية، وتؤدي إلى مقاومة الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. والنوم هو الوقت الذي يقوم فيه الدماغ بمعالجة المعلومات، التي اكتسبها خلال اليوم، ويتم خلاله نقل الذكريات من الذاكرة القصيرة المدى إلى الذاكرة الطويلة المدى، وهي عملية حيوية للتعلّم وتثبيت المعلومات، كما أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يعزّز القدرة على التركيز، واتخاذ قرارات سليمة، ويساعد على تنظيم المواد الكيميائية في الدماغ، التي تتحكم في العواطف والمزاج، والحرمان من النوم يصيب الإنسان بالقلق والاكتئاب والتوتر والتقلبات المزاجية الحادة. وتختلف احتياجات النوم باختلاف العمر. فالرضع بحاجة من 12 إلى 16 ساعة نوماً، والأطفال بحاجة إلى 12 ساعة، والمراهقون من 8 إلى 10 ساعات، والبالغون من 7 إلى 9 ساعات.

***

كلنا مبرمجون على الاستيقاظ في ساعات معينة، وهو برنامج يمكن تغييره بسهولة. وهناك من يستيقظ مع شروق الشمس أو قبله، ويبدعون في عملهم، بينما يبدع غيرهم في إنتاجهم وعملهم مع ساعات الليل المتأخرة جداً. وتبيّن من بحث نُشر عام 2022 في موقع تم Insider أنواع النائمين:

1. القُبَّرَة الصباحية: هؤلاء لديهم طاقة عالية في وقت مبكر من اليوم.

2. المسائيون: ذروة نشاطهم من أواخر الصباح إلى أوائل المساء.

3. القيلوليون: يستيقظون، ثم ينامون، ثم يستيقظون مجدداً، ويبدأ الإنتاج الجيد لديهم في وقت متأخر.

4. السويفت: وهؤلاء يبقون يقظين بصورة مستمرة.

5. الدجاج البري: الذين يشعرون بتعب مستمر.

فمن هم السعداء، أو الأكثر حظاً؟ يميل الأشخاص الصباحيون إلى الإبلاغ عن سعادة ورضا أكبر عن الحياة، ويعود ذلك جزئياً إلى أن أغلبية المجتمع يعمل بنظام مبكر.

أما من الأذكى؟ فقد تبيّن أن من ينامون ليلاً غالباً ما يحصلون على درجات أعلى في اختبارات الذكاء، ولديهم معالجة ذهنية أسرع، لكنهم يواجهون صعوبات في المدارس التي تبدأ مبكراً.

ومن أكثر إبداعاً؟ أشارت الدراسات إلى أن الأفكار الإبداعية تزداد في وقت متأخر من الليل، ويرجع ذلك على الأرجح إلى انخفاض عوامل التشتيت وزيادة شرود الذهن.

في النهاية، لا يندرج معظم الناس في خانة واحدة. ففي حياتنا اليومية، نلتقي بأنواع مختلفة من الناس. بعضهم يُلهمنا، والبعض الآخر يُنشئ جواً مليئاً بالشكاوى والنقد والغيرة والسلبية، والذين لا يطيقون سعادة الآخرين، ويبحثون عن العيوب، والتقليل من شأن الناجحين، لكنهم غالباً غير مستعدين لتغيير أنفسهم، وعلينا تجنّب هؤلاء، ما أمكن.


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.