عبدالله خلف
قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:
«ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يُلقَّاها إلا الذين صبروا وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم» (سورة فُصّلت: 35).
وقال تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام: «ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر..» (آل عمران: 159).
وقال عزّوجل: «واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين» (الشعراء: 215).
ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رأس العقل بعد الإيمان التودّد إلى الناس».
وسئُل الحسن البصري، عن حُسن الخُلق فقال: الكرم والبذلةُ والتودد إلى الناس.
ورُوي عن جرير بن عبدالله: «ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، وما رآني إلا تبسّم في وجهي» وقال: «إذا رغبت في المحمدة من الناس، فالقهم ببشر حَسَن».
ورُوي عن كعب الأحبار، كما جاء في التوراة، «وليكن وجهك بسطاً تكن أحبّ إلى الناس ممن يعطيهم الذهب والفضة».
وأنشد أبو علي العنزي:
الْقَ بالبشر من لقيت من الناس
جميعاً ولاقهم بالطّلاقة
تَجْنِ منهم به جَنْي ثمار
طيب طعمُهُ لذيذ المذاق
ودع التيه والعبوسَ عن النا
س، فان العبوس رأسُ الحماقة
وقال واحد من بني طيء:
خالقِ الناس بخلقٍ واسع
لا تكن كَلِباً عليهم
وألِنْ جناحك تعْتقد
في الناس محمدة بلينه
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق».
وروي عن مجاهد قال: «إن المسلمَين إذا التقيا فبشّ كل واحد منهما في وجه صاحبه، وأخذ بيده تحاتت ذنوبهما كما يتحاتت ورق الشجر».