: آخر تحديث

هل سقوط إخوان الأردن هو البداية؟

1
1
1

أسس عبداللطيف قورة جمعية الإخوان المسلمين في إمارة شرق الأردن عام 1945، قبل أن تصبح لاحقاً المملكة الأردنية الهاشمية، وتزامن ذلك مع تأسيس المرحوم عبدالعزيز العلي المطوع، في الفترة نفسها تقريباً، نفس الجماعة والجمعية في الكويت تحت اسم «جمعية الإرشاد». ولا أعرف أحداً من جيلي، أو من هم أكبر مني، لم يكونوا يوماً أعضاء فيها، والتي بدأت كغيرها جمعية خيرية مسالمة، تهدف لنشر الأخلاق الحميدة والدين دون التدخل في السياسة، لكن تورطها في أوحالها دفع بعض مؤسسيها الأوائل، ومنهم عبدالعزيز المطوع، إلى التخلي عنها وتركها للأكثر تمثيلاً لفكر البنا الراديكالي، لتنهار الجمعية بعدها، ويُعاد بعثها بحلة ووجه متشدد مختلف مع بداية الستينيات، لتتسلل بقوة في الحياة السياسية، وبدعم من جهات حكومية فاعلة آنذاك، وتقوى شوكتها، وشوكة أفرع الإخوان الأخرى، بعد هزيمة حزيران، وهي الهزيمة التي دفعت الداعية محمد متولي الشعراوي ليقول إنه صلّى لربه يومها ركعتين شكراً، لهزيمة السلاح الروسي «الملحد»، الذي تسلّح به جيش وطنه، أمام السلاح الأمريكي المؤمن، الذي تسلحت به إسرائيل.

حركة الإخوان، وفي أي مكان كانت خارج مصر، هي نبت غريب، والدليل أن المجلس الأعلى، الذي يقود التنظيم الدولي، ومنذ سبعين عاماً، لا يضم أي عضو من خارج مصر إلا كقطعة ديكور، ولكسب مزيد من المال. وعُرف عن الجماعة تقلبها وبراغماتيتها، فيوماً مع السلطة وشهراً ضدها، لتعود وتنام في أحضانها لسنوات، حسبما يتم تمريره من قوانين تصب في مصلحتها، ووفق الوزارات التي تُعطى لها، وكان أخطرها تسلّم مناهج التربية والتعليم على مدى أكثر من نصف قرن.

والغريب أن حزبي الإخوان في مصر والأردن كانا يعتاشان غالباً على أموال الخليج، وعلى رأسها الكويت، ومع هذا، كان حزب الإخوان أول من خانها يوم احتل صدام الكويت.

ويبقى قبول الإخوان بالتمويل الخارجي الملياري أحد أقوى الأدلة ضدهم وضد ما يدعونه من استقلالية، لكنهم جماعة تعودوا على هذه الأمور، وما انقلاب مواقفهم بـ180 درجة بعد التحرير إلا دليل على حقيقتهم.

إن هدف الإخوان، الأول والأخير، هو الوصول إلى السلطة من أجل إقامة الخلافة، كما يدّعون، وطبعاً سيكون الخليفة مرشدهم متى ما سيطروا على نظام الحكم في أية دولة، ليبقى حاكماً للأبد، فهم لا وطن لهم، بل يؤمنون بالعالمية نظاماً، فكيف يمكن لأي نظام أن يتقبلهم أو يهضمهم، وإن على مضض؟!

لم يخطئ الأردن ولا مصر ولا الإمارات ولا السعودية في اجتثاث جماعة الإخوان المسلمين من مجتمعاتها، وشهادات كبار مسؤوليها ماثلة أمامنا، تشهد بغدرهم وسوء مآربهم وضرورة منع أنشطتهم، فقد كشفت العديد من التقارير الاستخباراتية أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم المنظمات الخيرية والجمعيات واجهةً لتمويل عملياتها، ونشر أيديولوجيتها في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في الدول العربية والإسلامية. وخيراً فعلت الحكومة أخيراً بإغلاق كل مواقع جمع التبرعات، وهي بالعشرات، المتخصصة في جمع التبرعات لآلاف المشاريع، الوهمية غالباً، وتحويل ما يتم جمعه غالباً إلى جمعيات أو أحزاب تابعة لها في تلك الدول، لتنتهي إلى حسابات الإخوان السرية.


أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد