موسى بهبهاني
عندما لا يتم احترام قوانين الدولة ولا يستخدم المسؤولون صلاحياتهم التي خولها لهم القانون، تكون النتيجة انتشار الفساد والفوضى، ولكن إن قام المسؤولون بأداء دورهم المنوط بهم ستكون إنجازاتهم مميزة تخدم الوطن.
وسيكون القانون هو الفاصل الذي لا يجرؤ كائن من كان على مخالفته خوفاً من التبعات المترتبة على انتهاكه والعقوبات المتعلقة به.
قطاعات اتخذت قرارات حازمة عدة لفرض هيبة القانون منها:
(وزارة الداخلية):
1 - تطبيق القانون المروري الجديد الحازم.
2 - التفتيش الدوري المفاجئ في الطريق والمناطق المختلفة.
3 - ملاحقة المتاجرين بالملوثات العقلية والمشروبات الروحية والمخدرات.
4 - ملاحقة المنصات الإعلامية التي تستخدم للطعن في أعراض الناس وبث الأخبار الكاذبة.
5- ملاحقة من يقوم باستغلال السكن الخاص لأعمال إجرامية.
(وزارات البلدية / الكهرباء / وزارة التجارة)
بالتنسيق والتعاون في ما بينها لعمل الآتي:
1 - الكشف الدوري على المنازل السكنية ومنع سكن العزاب فيها.
2 - عدم تجديد الرخص للمكاتب والمحال الخدمية (مصبغة - الكوي- خياط -حلاق) في السكن الخاص.
3 - منع عربات بيع المرطبات المتنقلة في المناطق وبجانب المدارس.
4 - الفحص اليومي على المحال التجارية والكراجات للتأكد من الالتزام بالاشتراطات الصحية والرخص التجارية وصلاحية المنتج.
5- قطع الكهرباء عن العقارات المخالفة.
وهناك أمر آخر لا يقل أهمية من كل ما ذكر وهو الانفلات الرياضي!
(وزارة الشباب):
قبل أيام مضت أقيمت المباراة النهائية التي جمعت فريقي العربي / الكويت لإحراز بطولة الدوري العام (زين).
بعد أن قدم لاعبو الفريقين مباراة عالية المستوى، اختتمت المباراة بنهاية وأحداث مؤسفة شوهت صورة الكرة الكويتية.
أحداث غريبة نقلتها كاميرات التصوير مباشرة من أرض الملعب؟
التطاول بالألفاظ - مد اليد لإلحاق الأذى - التعدي والتشابك بين اللاعبين - والاسوأ انتقال تلك المناوشات والاعتداءات إلى المدرجات بين الجماهير!
الجماهير التي جاءت في وقت مبكر وفي الأجواء الحارة وانتظرت لساعات في المدرجات، حضرت للاستمتاع بالمباراة النهائية ومشاهدة أداء أقوى فريقين في الموسم الحالي.
إنما وللأسف بعد انتهاء المباراة تحولت تلك البهجة إلى تعصب مقيت، ساد الذعر بين الجماهير في المدرجات خوفاً من وقوع أحداث أليمة، ناهيك بان من ضمن الجماهير أطفال وفتيات وعوائل!
(فمن أمن العقوبة أساء الأدب)
وهذه الحوادث للأسف تتكرر في أغلب الرياضات سواءً كانت كرة قدم - كرة يد - كرة سلة.
ولذلك، يجب أن يتم تفعيل وتغليظ القوانين الرياضية حرصاً على حماية الجماهير مما لا تحمد عقباه، فالمطلوب عدم المحاباة، والضرب بيد من حديد والجلد بسياط القانون كي يعي كل من تسول له نفسه عاقبة التعدي على الآخرين.
فالقرار الحازم والتأديبي يجب أن يتخذ من إدارة النادي أولاً، ويليها الاتحاد الكويتي لكرة القدم بتطبيق أشد العقوبات على اللاعبين والإداريين المستهترين بأرواح زملائهم اللاعبين.
(الرياضة تجمعنا فلنجعلها وسيلة للمحبة والاحترام):
ونأمل من المسؤولين عن الرياضة في الدولة بانتهاج الالتزام بالروح والأخلاق الرياضية ومحاسبة كل من يجانبه الصواب بانتهاج السلوك المشين سواءً كان لاعباً أو مسؤولاً.
فالمباراة فوز وخسارة وليست حرباً طاحنة، الفائز نبارك له والمغلوب نتمنى له حظاً أوفر باللقاءات اللاحقة، وبالتالي جمعيهم رياضيون وإخوة وزملاء.
الرياضة أخلاق وروح رياضية وتنافس شريف، فيجب الابتعاد عن الخصومات والتناحر على المراكز، فالتحدي محمود والهدف هو الارتقاء بالرياضة والشباب والوطن.
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ
فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا
الهدف من إنشاء الأندية الرياضية:
1 - صقل مواهب الشباب ثقافياً واجتماعياً ورياضياً، وشغل أوقات فراغهم بما يتناسب مع ميولهم، واكتشاف المواهب الكامنة لديهم.
2 - التنافس الشريف والعلاقة الودية المحمودة بين منتسبي النادي الرياضي، وكذلك مع الأندية الأخرى.
فإن قامت الأندية بدورها المنوط بها، أخرجت جيلاً يمتلك العديد من المواهب أولها التحلي بالأخلاق الرياضية.
الأخلاق والقيم والعادات الحميدة هي من الأخلاقيات المتعارف عليها، وهي المطلوبة أولاً قبل كل شيء، ثم يأتي بعد ذلك الفوز والخسارة، فإحراز الألقاب دون التحلي بالأخلاق لا قيمة له.
فنحن لا نريد هكذا لاعبين محترفين ، فالرياضة فن وأخلاق ، والرياضة تجمعنا والهدف من الاستعانة باللاعب المحترف الارتقاء بالمستوى الرياضي والتأثير الإيجابي على أبنائنا خصوصاً الأخلاق الرياضية وتقبل الهزيمة وتهنئة الفائز.
اللاعب المحترف يكون قدوة حسنة للاعبين الناشئين وللجماهير، ويجب على المحترف أن يحترم نفسه
ويتحلى بالخلق الحسن، وبالتالي اللاعب المحترف يعتبر موظفاً ملتزماً بالقوانين ولا يسمح له بانتهاج السلوك المشين، وبالتالي يجب أن يطبق عليه قوانين الدولة ومنها الاعتداء على الآخرين.
نطالب الاتحاد الكويتي للقيام بدوره الحازم للجم كل من يخرج عن جادة الصواب حتى وإن كان لاعباً مميزاً.
(المحاسبة يجب أن تبدأ من النادي)
-أين دور مدير الفريق لمنع اللاعبين من انتهاج أي تصرف خاطئ.
-المحاسبة يجب أن تطول الجهاز الإداري المسؤول عن اللاعبين والمتواجدين مع اللاعبين في أرضية الملعب.
-اللاعب الذي ينتهج هكذا سلوك بالتأكيد يجد التساهل من إدارة النادي ولذلك يتمادى بانتهاج السلوك المشين.
-التوجيه مطلوب من الجهاز الإداري والفني للاعبين -كابتن الفريق له دور فعّال في قيادة وتنبيه زملائه اللاعبين خصوصاً عندما يجد منهم أي تجاوز أو تصرفات خاطئة.
-اللاعبون يحتاجون إلى تهيئة نفسية قبل المباراة وبين الشوطين.
-اللاعب الذي ينال إنذاراً في المباراة يجب التنبيه عليه لأخذ الحرص وعدم ارتكاب خطأ متعمد آخر.
-ﻳﺠﺐ على اﻟﻤﺪﻳﺮ اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻠﻤﺎً في مفاهيم اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ وأﺧﻼﻗﻴﺎﺗﻬﺎ، وأن ﻳﻌﻤﻞ على ترسيخ الروح الرياضية وتوجيه اللاعبين فهم تحت مسؤوليته.
( هيبة القانون )
- وزارة الداخلية اتخذت خطوات موفقة عدة لفرض هيبة القانون مثل: قانون المرور الجديد.
ونطالب كذلك بتغليظ العقوبات في الملاعب، واعتبار الاعتداء على الآخرين جناية، كي لا يتمادى من ينتهج هذا النهج المقيت، والذي قد ينتج عنه إعاقة أو ضرب يؤدي إلى القتل.
فالحفاظ على سلامة أبنائنا اللاعبين والجماهير هدف مستحق.
ختاماً،
تبقى الرياضة عامل وحدة وتآلف ومحبة بين الشعوب.
فالولاء أولاً وأخيراً للكويت فقط.
اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.