: آخر تحديث

اختياراتي

4
4
3

سهوب بغدادي

ابتداءً من القرارات اليومية البسيطة وصولاً إلى تلك المصيرية، هكذا نعيش حياتنا لنقرر ونمضي قدمًا ونواجه نتيجة تلك الاختيارات وتبعاتها وتداعياتها وانعكاساتها، فالبعض يصاب بالعجز حين اتخاذ القرار والاختيار، فيقدم على الأمر تارةً ويتقهقر تارةً أخرى، وقد يعدل عن الأمر المعني مرةً واحدةً مخافةَ مواجهة التبعات المرتبطة بما يقرر، بالطبع، إنّ عملية اتخاذ القرار تتطلب جسارة وإقداما، وشيئاً من خوض غمار المجهول، على غرار الأغنية الشهيرة التي يصدح بها الأغلبية على سبيل الفكاهة «اختياراتي مدمرة حياتي» فإن فيها من الصحة الشيء الكثير، وفي المقابل، قد تكون الاختيارات جيدة وتنعكس إيجابًا على حياتك وحياة الآخرين والمحيط على حد سواء، من منا لم يتخذ بضعًا من الاختيارات والقرارات غير الملائمة في فترة ما من حياته؟ إلا أنّ الجميل في الموضوع أنّ عملية اتخاذ القرار مهارة من الممكن تعلمها و تنميتها وتحسينها، بحسب جان كريتيان رئيس وزراء كندا الأسبق، فإنه أحب وظيفته كثيرًا وكان أجمل مافيها هو عملية اتخاذه للقرارات بشكل يومي، إلا أنّ تلك «العملية» بوصفها اصطلاحًا عملية، فإنها تتطلب مراحلَ وخطوات حتى تكتمل، إذ أشار كريتيان إلى أنّ وضع مسافة ووقت كافٍ بين اتخاذ القرار والنقاش الدائر حوله تعد من أهم العوامل المتداخلة في اتخاذ القرار الصائب ، كذلك ترك حيز بين اتخاذ القرار و العرض المقدم، فبعض الأشخاص يتمتعون بمهارات العرض وأساليب الإقناع وكسب الطرف المقابل، فمن المستحسن أن يقلّب الشخص المعطيات في رأسه مرارًا وبشكل منفرد وبالإجماع مع الدائرة الخاصة التي توليها الثقة للوصول إلى النتائج المرجوة وأفضل الاختيارات الممكنة.

«القرارات الجيدة تأتي من الخبرة، والخبرة تأتي من اتخاذ القرارات السيئة»- مارك توين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد