: آخر تحديث

ماذا تسمون هذا التصرف؟

6
6
6


‏أتمنّى من كل قلبي أن تقدّم لنا وزارة الداخلية تعريفاً واضحاً لكبار السن، الذين تخصص لهم مواقف في الطرق والشوارع والمجمعات التجارية.

كلنا نعرف أن إشارة أو صورة كبير السن، وهو متكئ على عصا تعينه في المشي، هي إشارة إلى أن هذا الموقف لا يستخدمه إلا كبير السن.

في أحد مواقف مجمع تجاري كبير ومشهور، لفت نظري فتاة تستعد لركوب سيارتها الواقفة في مكان أو موقف كبار السن، توقفت وسألتها عن سبب استخدامها لموقف ليس لها أو من حقها، وإنما لمن يحتاجه من كبار السن، فأجابتني بكل..... أن عمرها 40 عاماً.

أضاءت إجابتها داخلي سؤالاً جاداً، من هو كبير السن، الذي تعنيه اللوحة الموجودة في هذا المواقف؟ هل من عمره ٤٠ يدخل في خانة كبار السن؟

أنا على يقين تام لو أن أحداً وصف هذه المرأة بأنها كبيرة سن، لأنها وصلت الأربعين عاماً، فستتحول ملامحها 360 درجة من الوداعة والهدوء إلى ما يمكن ألا نتوقعه.

إشارة المعاقين، التي توضع أمام بعض مواقف السيارات، يجب أن تكون واضحة من حيث مفهوم «المعاق»، هل هو من يستخدم الكرسي المتحرّك، أم من يستخدم العصا، أم من علق يده المكسورة على صدره، أم الأعمى، أم الأبكم، أم مَن بالضبط؟

للأسف، وبسبب هذا النوع من الناس، الذين يستغلون حقاً ليس لهم في تسهيلات هي أساساً من حق الآخرين، الأعوز ما يكون عنهم.

تخيلت لو أن هناك سيدة أو رجلاً فعلاً تنطبق عليه شروط كبار السن، ويظل يلف ويدور في الموقف بحثاً عن المكان، الذي خصص له من قبل الجهة المسؤولة، وفي نهاية الأمر يضطر إلى العودة من حيث أتى، لأن حضرة السيدة، التي بلغت 40 عاماً، قد تربعت على عرش الموقف، الذي أساساً هو ليس من حقها.

‏للأسف أقول ان الأخلاقيات هي التي تفرق بين مواطن وآخر، أو إنسان وآخر، في احترام كل قوانين الدولة بكل مجالاتها، فإذا غابت هذه الأخلاقيات غابت الوطنية بالدرجة الأولى، وقبلها بكثير الإنسانية واحترام حقوق الآخرين. هذه السيدة لم تختلق عذراً يبيح لها وقوفها في هذا المكان، مثل انها مستعجلة واضطرت للوقوف، وانها تعتذر عن ذلك، بل أجابت وبكل..... وتحدٍّ انه حق لها.

من السهل معاقبة كل متجاوز على حقوق هذه الفئة في مواقفها، عن طريق وضع كاميرا تصورهم من خلال تصوير السيارة ورقمها وحالة مستخدمها، سواء من قبل وزارة الداخلية أو المجمع التجاري أو غير التجاري.

أتمنى من الجهة المسؤولة التوضيح.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد