: آخر تحديث

أبعاد استضافة المملكة للقمة الأمريكية الروسية

7
7
8

خالد بن حمد المالك

هي الرياض، المدينة الملهمة لمن يريد وساطتها لإنهاء الفتن والصراعات والحروب، وهي من تزيل أسباب التوترات بحكمة قادتها، ووسطية سياساتها، وعمق علاقاتها مع الدول الأخرى.

* *

الرياض، هي من تطبع علامات المحبة، وتقود الإخاء بين الدول والشعوب، وتنزع فتيل الخلافات، وترمم العلاقات، وتضع يدها على الجروح النازفة، فيكون العلاج.

* *

الرياض لا غيرها، ولا بديل عنها، ولا مشارك معها في جلب السعادة للآخرين، وفي صناعة المستقبل البهي الجميل لمن حُرم منه، فهكذا هو تاريخها، وسلوكها، وتعاملها، وسياساتها.

* *

وصل إلى الرياض وزير خارجية أمريكا ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف للقاء سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولحقهم وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف على رأس وفد روسي للمشاركة في الاجتماع الأمريكي الروسي التحضيري، تمهيداً للقمة الأمريكية الروسية التي سوف تُعقد بالرياض في وقت لاحق من هذا الشهر، بحضور الرئيس الأمريكي جونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

* *

سيركز الاجتماع بين الجانبين على إيجابيات تقريب وجهات النظر، وعلى تعزيز الأمن والاستقرار الدولي، بعد أن تركت الحرب الأوكرانية الروسية خلال فترة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن شروخاً في العلاقات بين الدولتين، فكان لا بد من هذا اللقاء لتحسين العلاقات، والنظر إلى المصالح الدولية والثنائية بعين الاعتبار.

* *

اختيار المملكة لتكون مكاناً للقاء الزعيمين الكبيرين يؤكد مكانتها، والتقدير الدولي العالي لقيادتها الرشيدة، ويعطي هذا الاختيار دلالات على علاقاتها المتوازنة دولياً، وثقلها السياسي، وما تحظى به قيادة المملكة من مصداقية، ومستوى عال من الثقة، وتحديداً من قيادات كبرى في دول العالم.

* *

يلاحظ تركيز دول العالم على المملكة، وحرصها على التواصل مع الملك وولي العهد، والتنسيق معهما حيال إيجاد حلول للأزمات والتحديات الدولية، كما هو الاجتماع الأمريكي الروسي الذي سيكون انعقاده بالرياض على مستوى القمة، فاتحة لتغليب المصلحة الثنائية في علاقات الدولتين وامتداداً إلى ما هو أبعد، بما ينعكس على ترسيخ السلام والاستقرار في العالم.

* *

وأهم ما يميز المملكة، أنها ترتبط بعلاقات متوازنة مع القوى العظمى الدولية، في ظل رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسياسته وحكمته الهادفة، والتي قادت المملكة إلى ما وصلت إليه من مكانة دولية رفيعة، وثقة عالية من قيادات الدول الكبرى.

* *

ومع هذه القمة المرتقبة، فلا بد من التذكير بمكانة ولي العهد الشخصية لدى كل من بوتين وترامب، وتميز علاقات سموه بهما، مما يجعلنا مطمئنين على أن ذلك سوف يسهم في تعزيز فرص نجاح الجهود والمبادرات التي يطلقها، أو يقودها، لحل وتسوية الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، وهو السبب لاستضافة المباحثات الروسية الأمريكية بالرياض.

* *

ويأتي انعقاد القمة الأمريكية الروسية بالرياض منسجماً مع إيمان المملكة على أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية، كما أنه يأتي في إطار جهود المملكة لتعزيز الأمن والاستقرار الدولي، ونمو الاقتصاد العالمي، من خلال تقريب وجهات النظر بين أمريكا وروسيا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد