: آخر تحديث

العودة إلى الجاهلية

9
9
8

عبد الله سليمان الطليان

من جديد أعيد التحدث عن هذا الموضوع الذي شدني إليه مقال رئيس التحرير المحترم في عموده عن (العنصرية القبلية) وكنت لا أحبذ الخوض فيه، ولكن لأثره على واقع مجتمعنا في تماسكه وترابطه كان لابد من العود لطرقه.

عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة. وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب»، رواه مسلم.

من خلال حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنها سوف تبقى ولكن إلى متى؟ يعتمد هذا على واقع المجتمع الذي وجد من هو حاضن له بل ومشجع له.

مع الأسف في مجتمعنا حتى ممن يشنِّف أسماعنا في محاضرة أو ندوة ولقاء أو خطبة ويذكر لنا (قال رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - لِبلالٍ عندَ صلاةِ الفجرِ: (يا بلالُ حدِّثْني بأرجى عمَلٍ عمِلْتَه عندَكَ في الإسلامِ فإنِّي سمِعْتُ اللَّيلةَ خَشْفةَ نَعليكَ بَيْنَ يدَيَّ في الجنَّةِ).

من (هو بلال) قد نسأل الشيخ وغيره هل تتشرف وتسمى أحد أبنائك باسمه؟ سوف يقول (أحب الأسماء إلى الله ما حُمد وعُبد)، لم يكن يملك بلالاً الحسب والنسب والمال، ولقد ظفر بالجنة ومع أشرف الخلق.

يطفو على السطح أحياناً بعض العنصرية والتعصب المقيت الممزوج بالسخرية، نلاحظه في بعض قنوات التواصل الاجتماعي واللقاءات الاجتماعية، التمجيد والتضخيم الذي يثير السخرية لشخصية ما من غير استحقاق حقيقي في العلم والثقافة مرده تعصب عائلي وقبلي، وليت الأمر يتوقف عند هذا بل النظر إلى إنجازات الآخرين الذين هم خارج الانتماء القبلي والعائلي له في المجتمع بالانتقاص وتقليل هذا الإنجاز أو النجاح والتفوق أو عدم الحديث عنه أحياناً بتاتاً، وإن كان من زملائه أو أصدقائه أو معارفه؛ بسبب النظرة الوضيعة لنسبه التي هي في منزله مختلفة عن نسب هذا المتعصب.

لقد أثلج صدري ما قامت به الجهات المعنية من ضبط 7 مواطنين لنشرهم مشاركات مثيرة للتعصب القبلي المقيت والكراهية والبغضاء التي ليست من أخلاق المسلم الحق، وإني أتمنى من الجهات المعنية التشديد الصارم في العقوبة على من يقوم بهذه الأعمال، ومحاولة معالجة جذور هذا التعصب والعنصرية التي تغذي الصغير قبل الكبير من أجل مجتمع مترابط ومتماسك، تزداد فيه المحبة والإخاء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد