: آخر تحديث

‏الوطنية.. ليست رقصاً فقط

2
2
2

الاحتفال بالعيد الوطني ليس بأغانٍ ورقص فقط، الاحتفال باليوم الوطني ليس مهرجانات واستعراضات فقط، بل ممارسات تعززها داخل كل كويتي ومن يعيش على هذه الأرض سعيداً مرتاحاً.

اليوم الوطني شعور يجب أن يُترجم بكل الاشكال، وان يُحول الى دروس مكثفة، تعزز هذا الانتماء وهذا الشعور.

خلال أيام شهر فبراير شهر الاعياد الوطنية، لا اقول يجب تكثيف الحس الوطني، لأن ذلك يجب ألا يتوقف دقيقة واحدة في حياتنا، بالبيت والمدرسة والإعلام، ولكن ان يترجم هذا الانتماء والحس الوطني الى سلوكيات وممارسات.

الوطنية حالة دائمة، الوطنية حالة رد عرفان، الوطنية حالة حب من طرفين.

‏طرف الوطن غير مرئي.. يترجم بكل الخدمات والاستقرار والامن والامان واشكال الرخاء التي يوفرها، فيما الطرف الآخر هو نحن، المواطنين، من خلال جهودنا وسلوكياتنا التي تحول الحب والفخر الى ممارسات يومية بالشارع والعمل والخارج ايضاً.

ابشع الأمور أن يُفسر أي حديث عن تعزيز الوطنية والانتماء للهوية الوطنية بأنه شكل من اشكال العنصرية.

عندما أُتهم بالعنصرية، لأنني أسعى وأعمل لإعادة الكويت نظيفة بارقة متألقة لامعة.. فأهلاً بالعنصرية.

عندما أُتهم بالعنصرية، إذا ما شجعت وعززت وصفقت لكل محاولات ومبادرات وإجراءات التنظيف لكل أنواع الفساد في بلدي، فأهلاً بالعنصرية.

أتمنى أن تُكثّف نشاطات المدارس في كل مراحلها وأنواعها في شهر فبراير، بتخصيص حصة يومياً طيلة هذا الشهر لهذا الموضوع، بتوضيح كل أنواع الانتماء، وكيف نحوله من كلام الى فعل، وممارسة هذا النوع من الانتماء داخل حوائط الفصول والمدارس وبالبيت وبالشارع والحياة العامة.

لماذا لا يُدعى الأطفال للإجابة على سؤال كبير، وهو: «ماذا تعني لك الكويت؟».

ثم تؤخذ كل الاجابات، ويتم انتقاء أفضل 10 إجابات، وتُحول إلى شعارات تُطبع على قمصان وتيشيرتات توزع على طلبة المدارس بأسعار رمزية، وهذا أمر يمكن التعاون فيه ما بين الوزارة والقطاع الخاص.

المساهمة بالتنظيف والزراعة العامة في مرافق الدولة.. شكل من اشكال حب الوطن.

مساعدة المحتاجين والتطوع، شكل من اشكال الوطنية وعمل الخير.

جميل جداً أن نغني للوطن ونرقص له، والأجمل أن يرافق ذلك التعزيز الذاتي والعقلي لمفهوم الوطنية، ومميزات وطننا الغالي الكويت.

هذا الوطن الذي يجب أن نفخر به ونتباهى به أمام العالم.

لنعلم أبناءنا أن ينتقدوا بأسلوب راقٍ، وأن يطرحوا الحلول فورا، وأن يبادروا إلى المشاركة بالحل إذا أمكنهم ذلك.

‏وطننا جميل والأجمل منه أهله وسكانه.

حفظ الله لنا كويتنا، فهي نعمة فقدناها عام 1990 من دون أي مقدمات في 2 أغسطس، وبشكل مباغت، وشعرنا لحظتها أننا فقدنا أرواحنا.


إقبال الأحمد


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد